العالم

النازحون من إدلب.. وجه آخر للمأساة السورية

تقرير | 218

لقمة مغمسة بالبرد، تلخص الوجه الآخر للمأساة السورية، فبعيدا عن أروقة المؤتمرات، واللقاءات السياسية الباحثة عن زيادة نفوذ واقتسام مصالح، وعلى وقع المدافع وغارات الطائرات، فرت عشرات آلاف الأسر السورية من المعارك الدائرة في محافظة إدلب شمالا، في أكبر موجة نزوح منفردة للمدنيين في الحرب الدائرة منذ تسع سنوات، لا يجدون المأوى ولا الإمدادات لمساعدتهم، بحسب المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيت بيرس.

وأجبرت العديد من العائلات على الفرار سيرا على الأقدام في ليال وصلت فيها درجات الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر، نحو مخيمات مكتظة بالقرب من الحدود السورية التركية. فقد أدت الغارات الجوية والاشتباكات المسلحة في شمال غرب سوريا إلى نزوح أكثر من 800 ألف شخص منذ ديسمبر 2019، 80 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وتنقل طوابير من السيارات والشاحنات المكشوفة النازحين في طقس شديد البرودة، أغرق تدفقها المخيمات المحدودة بما فاق طاقة استيعابها بكثير، إذ يتكدس العشرات في كل خيمة، ويضطر كثير منهم أن يبيت في السيارات، وتحت أشجار الزيتون، وسط مشاعر بأن العالم بأسره تخلى عنهم وخذلهم، وقد دفع تدهور الأوضاع الإنسانية مسؤولي الأمم المتحدة إلى التحذير من كارثة إنسانية تعصف بالمنطقة.

بدورهم قال موظفو إغاثة إن 10 أطفال توفوا الأسبوع المنصرم وحده في المخيمات المؤقتة المتناثرة على الحدود مع تركيا، كما لقيت أسرة مؤلفة من أربعة أفراد حتفها اختناقا بالدخان بعد أن أوقدوا نارا في أحذية وملابس قديمة وألواح من الكرتون، بحثا عن دفء مفقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى