أخبار ليبيااخترنا لك

“المونيتور”: روسيا تتعامل بحذر مع إغراءات حفتر

يُشير المقال إلى أن روسيا تعمل أيضًا على تطوير علاقة ديناميكية مع حكومة الوفاق في طرابلس

نشر الكاتب الروسي كيريل سيمينوف، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة المونيتور مقالا بعنوان “روسيا حذرة من الاصطفاف إلى جانب معين في ليبيا رغم إغراءات حفتر”

علق سيمينوف على ما أدلى به المتحدث باسم الجيش الوطني، العميد أحمد المسماري، حول الطلب من الرئيس فلاديمير بوتين أن يتدخل شخصيا “للقضاء بشكل مباشر على اللاعبين الأجانب في ليبيا مثل قطر وتركيا وإيطاليا”. وقوله إن “ما يحدث في سوريا يحدث في ليبيا. الشعب الليبي يبحث عن حليف قوي مثل روسيا”.

وأشار الكاتب إلى أن كلمات المسماري توضح أن تأثير روسيا في الشرق الأوسط مستمر في الزيادة وأن هذه التصريحات تظهر أن مواقف حفتر وحلفائه قد تضاءلت بشكل كبير وأصبح وضعهم أسوأ. خاصة بعد أن رفض أقرب شركاء حفتر – الإمارات العربية المتحدة وفرنسا ومصر – دعمه وحكومة طبرق في قرار وضع موانئ تصدير النفط تحت إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي.

الهجوم على الهلال النفطي

ويقول الكاتب إن مثل هذه القرارات السريعة واللاعقلانية قد اتخذها حفتر أيضًا كرد فعل على إخفاقاته. ويقول أيضا إن هجوم قوات الجضران وفقد الجيش الوطني السيطرة على ميناء السدرة وميناء رأس لانوف المهمين استراتيجياً لعدة أيام ألحق أضرارا كبيرة بسمعة قوات حفتر. وأن كل هذا يثير عدم اليقين بين الأطراف الأجنبية التي تحاول التدخل في ليبيا بشأن قدرة الجيش الوطني ليس فقط على توفير إمدادات النفط الثابتة، ولكن أيضا للحفاظ على استقرار المناطق التي يسيطرون عليها.

وعلاوة على ذلك، يقول الكاتب إن السياسيين في طبرق قلقون من أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في أواخر عام 2018 قد تفشل أو ترفض بسبب مواقف العديد من الدول، ولاسيما إيطاليا، التي تشير إلى ضرورة إجراء انتخابات فقط بعد التوصل إلى مصالحة وطنية. وقد يتسبب ذلك في توجيه ضربة قاسية لمواقف حكومة طبرق وحفتر على وجه الخصوص، لأنهم يخاطرون بفقدان فرصة لاستعادة شرعيتهم. في هذا السياق، من المرجح أن يواصل حفتر السعي للحصول على دعم موسكو لإحياء اتفاقات باريس.

ويشير سيمينوف إلى أن موسكو اضطرت مرارًا وتكرارًا إلى شرح موقفها لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس حول بعض التصريحات التي أدلى بها ممثلو الجيش الوطني الليبي فيما يتعلق بتلقي المساعدات من روسيا أو استعداد روسيا لتقديم الدعم العسكري. وأنها كانت تستخدم فقط للأهداف السياسية الخاصة حفتر .

وأنه على الرغم من الشائعات التي تنشرها حكومة طبرق، تلعب موسكو في الأساس دورا أقل بكثير في دعم حفتر من فرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال.

وعلى خلاف روسيا، يقول الكاتب أن هذه الدول تزود القادة في طبرق بمساعدات عسكرية مباشرة. وعلى وجه الخصوص، شاركت القوات الخاصة المصرية والفرنسية مرارًا وتكرارًا في هجمات الجيش الوطني ضد الجماعات المسلحة الليبية المرتبطة بالقاعدة.

القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر
القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر

لكن الكاتب يؤكد من جديد أن سجل روسيا في تقديم مساعدات عسكرية مباشرة إلى الجيش الوطني الليبي غامض: فقد تلقى جنود الجيش الوطني الليبي المصابين العلاج الطبي في المستشفيات الروسية، وأذنت الحكومة الروسية بيلاروسيا بتزويد الإمارات بأسلحة روسية الصنع مثل طائرات الهليكوبتر طراز Mi-24/35 التي تم تسليمها فيما بعد إلى الجيش. إلى جانب ذلك، عمل بعض المتعاقدين العسكريين الروس الخاصين مثل مجموعة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي؛ ومع ذلك ، فقد شملت أنشطتهم إزالة الألغام فقط من المناطق المدنية في بنغازي – على وجه الخصوص، مصنع تابع إلى شركة الأسمنت الليبية.

وفي الوقت نفسه يُشير المقال إلى أن روسيا تعمل أيضًا على تطوير علاقة ديناميكية مع حكومة الوفاق في طرابلس. ويؤكد الكاتب أيضاً أن الاتصالات الثنائية بين الوفاق وموسكو أكثر كثافة من الاتصالات بين موسكو وطبرق.

ويقول كيريل أن موسكو حذرة من حفتر. وأنها لم تنس أبداً أنه عاش في الولايات المتحدة لمدة تقارب العشرين عاماً في أوائل التسعينيات. كما لا يمكن لروسيا تجاهل تقارب حفتر مع السلفيين المحليين الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من قواته. وأن المؤسسات الدينية السلفية التي تحتفظ بها حكومة طبرق في السلطة تقوم علناً بإصدار إعلانات مباشرة حيث تدفع جماعات أخرى من ليبيا “أي الإباضية من الأمازيغ” خارج إطار المجتمع المسلم في البلاد.

ويؤكد المقال أن الكرملين يضم فصيلاً بارزًا يُطلب منه تفادي توفير الدعم المفرط لحفتر ويتوقع فوائد كبيرة من التعاون مع طرابلس، ومعظمها في الجوانب الاقتصادية، مع وجود مجموعات في الحكومة، خاصة في هياكل السلطة والصناعة العسكرية، تعمل كلوبي لصالح حفتر. ويعزز اهتمامهم بدعم الجيش الوطني الليبي استعداد حفتر لشراء الأسلحة الروسية بالجملة بعد رفع العقوبات، وكذلك من خلال قدرته على توفير الموانئ في شرق ليبيا مثل طبرق وبنغازي لاستغلالها من قبل الروس كقواعد عسكرية.

وينوه الكاتب الروسي إلى أنه علاوة على ذلك، فإن صورة حفتر كمقاتل صامد ضد الإسلام السياسي تعتبر جذابة بالنسبة للعديد من السياسيين الروس، بحيث يكونون مستعدين للتغاضي عن علاقاته مع السلفيين.

المصدر
ترجمة خاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى