اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

الملتقى وسط جمر المعارك

عبدالوهاب قرينقو

عشرة أيام قبل انطلاق الملتقى الوطني المزمع انعقاده في غدامس – ويعلق عليه الليبيون والمجتمع الدولي الآمال في حلحلة الأزمة الليبية سياسياً – يعلن القائد العام للجيش الوطني عملية تحرير طرابلس.

أنطونيو غوتيرش من جانبه يختار هذا التوقيت الحرج لزيارة العاصمة للوقوف على آخر ترتيبات الملتقى فيما تتمركز أولى طلائع الجيش على التخوم الجنوب غربية للعاصمة، فلا يملك “أنطونيو” إلا أن يبدي قلقه مسانداً لقلق مبعوثه الأممي غسان سلامة وحيرة جميع الأطراف الليبية التي ترى في الملتقى الوطني الجامع بصيص تفاؤل أخير لخروج البلاد من النفق المظلم وإن كان بشكل نسبي أو توافقي متفق عليه.

في المشهد سؤال:

لماذا اختارت القيادة العامة هذا التوقيت ولم تنتظر ما يرشح عنه الملتقى الموعود؟!                                                    يقابله سؤال معاكس: ما المانع من تأمين ما تبقى من البلاد من أجل استقرار الحالة الأمنية بشكل شامل لتسهيل مباحثات الملتقى المُنتظر وحصرها في حلحلة الانقسام السياسي نحو توحيد ما تمزق من هياكل الدولة التشريعية والتنفيذية وتشظى، عوضاً عن الخوض في مسائل أمنية يمكن حسمها.

ويسأل طرف آخر يرى بجدوى استخدام القوة لفرض الأمن الشامل في ظل التراخي والتحايل وتفشي الفساد والنهب الممنهج وضياع حقوق المواطن: ألا يحق للجيش الوطني الذي هو قوات مسلحة نظامية شرعيتها من شرعية أعلى سلطة تشريعية في البلد أن يؤمن عاصمة البلاد ويسترجع أسلحته وذخائره ومعداته ومرافقه ومقار مؤسساته العسكرية نحو توحيد هذه المؤسسة التي وضعت جميع الأطراف العراقيل في طريقها ولم تفض اجتماعات القاهرة التسعة إلى حل حقيقي من أجل تفعيلها بعد توحيد شتاتها.

والآن .. بعد انطلاق حملة الجيش التي قد تواجه مخاوف من مواجهات دامية مع قوة حماية طرابلس والقوات المساندة لها -قد تفضي إلى أضرار بين المدنيين ناهيك عن الشباب الليبي المقاتل من الطرفين- يطرح الجميع تساؤلات متشعبة عن مصير الملتقى من تأجيل أو أن يقام وسط جمر المعارك إذا ما اندلعت أو يلغى نهائياً لتدخل البلاد في معترك جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى