أخبار ليبيا

المكتبة (37 )

نُخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.

 

علي الشلاه (1965)، شاعر وأكاديمي وناقد. مؤسس مهرجان المتنبي الشعري العالمي، وقد أقام (13) دورة منه حتى عام 2013، مؤسس مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية، وقد أُقيمت سبع دورات منه حتى الآن ويُعدّ أكبر مهرجانات العراق وأكثرها رصانة.

صدر له:

(ليت المعري كان أعمى ـ1992)، و(التوقيعات ـ1994 )، و(شرائع معلقة ـ 1994)، و(العباءات والأضرحة ـ1996)، و(كتاب الشين ـ1994 )، و(البابلي علي ـ 2007 )، و(وطن كامرأة عاشقة ـ2020)، و(لا باب للبيت ـ2020)، و(غروب بابلي ـ 2004).

 

-ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟

ـ الكتابة جاءت إليّ شفاهياً، كنتُ طفلاً يُحب الحديث والارتجال والخطابة منذ سنين الدراسة الابتدائية وكنتُ أحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي وخطباً طويلة من نهج البلاغة والأدعية وكنتُ أْعيش بخطبي وحديثي عن أجوائها، لكني اكتشفت فجأة روايات جرجي زيدان التاريخية وبعدها انفتح أمامي عالم الشعر الذي وجدتني به حافظاً للمتنبي والشريف الرضي والكميت ودعبل وصولاً إلى الجواهري الذي كان نموذجي الراسخ بالكتابة الإبداعية.

وقد قادني كل ذلك وإصغاء الصغار والكبار إليّ إلى عالم الكتابة الذي كنتُ أحتفظ به بالذاكرة، ولم أنزله على الورق إلّا وأنا طالب في الثالث المتوسط، حيث سمعتُ زملائي يُميّزوني بالصف بلقب علي الشاعر تمييزاً عن عدة زملاء يحملون الاسم نفسه.

والحقيقة أنني حين أراجع الأحداث التي عشتها صبياً. اليوم لا أجد مهنة تصلح لي إلا الكتابة، ولا أستطيع الفصل بمقولة مَن مِنّا ذهب إلى الآخر، هل الكتابة جاءتني أم أنا من ذهب إليها، لأنها كانت تحقيق ذات شاردة.

 

ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟

ـ الكتاب الأكثر تأثيراً بحياتي بعد القرآن الكريم كان ديوان المتنبي، ولا بد من القول إني كنتُ مولعاً بشعرية النص القرآني بجنون، لكن ديوان المتنبي علّمني الإيقاع الشعري دون أن انتبه لذلك مثلما علّمني الكبرياء وهما ما تركّز لديّ مع الجواهري.

 

ـ أول كتاب قرأته؟

ـ أول كتاب قرأته كاملاً كان السيرة الهلالية، يتزاحم معه كتاب سيرة عنتر وعبلة وروايات جرجي زيدان.

 

ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟

ـ علاقتي بالكتاب الإلكتروني ضعيفة جداً، فعلى الرغم من شرائي لمئات الأقراص من الكتب سنوات إقامتي في سويسرا لسهولة نقلها إلا أنني لم أستطع قراءة أيّ منها، وهذه الحالة استمرت مع الكتب الإلكترونية كلها، فالكتاب بالنسبة إليّ طقس كامل وليس معرفة فقط، فلست طالب علوم طبيعية أو مؤرخاً يبحث عن معلومة محددة، أنا شاعر وهذا يجعلني أنظر إلى الكتاب وأعيشه بشكل مختلف.

 

ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟

ـ حالياً أعيد قراءة رواية المخطوط القرمزي لانطونيو غالا، وأصحبه بعدة كتب قديمة عن الديانات الأولى في بلاد الرافدين، فأنا أريح نفسي من كتاب بآخر.

 

ـ الموسيقى المفضلة لديك؟

ـ اعشق المقام العراقي وأخاف انقراضه. وتأسرني الموسيقى الشرقية بشكل عام.

 

ـ علاقتك بمؤلفاتك؟

ـ علاقتي بمؤلفاتي مُعقّدة جداً فهي علاقة أب، لكنها ربما كانت علاقة غيرة أحياناً، أغار منها عندما أجدها مثار إعجاب لاسيما من الأدباء والفاتنات والمشاهير، وأغار عليها كلما لمحت صورة شعرية لغيري تقترب منها.

 

ـ هل ستغير الكتابة العالم؟

ـ الكتابة عالم بموازاة العالم، فهي لا تُغيّر العالم وإن كانت قد غيّرت عوالم خاصة، العالم جواد جامح يركض باتجاهه ولا يستطيع أحد إيقافه أو تغيير مساره والكتابة لها عوالمها المتغيرة، وربما كانت محاكاة لجريان العالم أو خروجاً عليه، لكن لم تستطع أن تُغيّر مقولاته الرئيسة حتى الآن، فقد ظلّ الموت موتاً مثلا رغم أنه قُطب الحياة.

 

ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟

ـ بحُكم التنقل في حياتي فقد تكوّنت لديّ عدة مكتبات بقيت منها ثلاثة رئيسة حتى الآن، مكتبتي في مدينتي الأولى بابل / الحلة وهي بها عدة آلاف من الكتب أولها كتب الحضارات والتاريخ القديم والتراث الإسلامي والتاريخ المعاصر والدواوين الشعرية والروايات لمئات الشعراء والقصاصين، وعدد كبير من الكتب الفكرية والفلسفية والفنية لاسيما كتب التشكيل.

وهناك تتمّات للمواضيع نفسها في مكتبتي ببغداد الموجودة في مكتبي في دار بابل للثقافات والفنون والإعلام تربو على ألفَي كتاب. أما في سويسرا فقد تركتُ مكتبتي في المركز الثقافي العربي السويسري وهي مكتبة متكاملة جمعتها في اثني عشر عاماً، وأُفكّر بإهدائها إلى قسم الاستشراق بجامعة زيورخ.

 

ـ ما الذي يشغلك اليوم؟

ـ تشغلني أمور عدة أولها تتمة نص شعري طويل عن ماني البابلي، وقد اخترتُ له عنواناً مؤقتاً “ألواح البابلي”، وإعادة ترتيب دواويني لإصدار الأعمال الشعرية وإعادة صياغة رسالتي بالدكتوراه “المرأة شاعرة… القصيدة النسوية العربية المعاصرة” باللغة العربية. لأنها كُتبت بلغتين ألمانية وعربية وإصدارها مع إضافات جديدة.

وتشغلني طبعاً الدورة التاسعة لمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في مارس القادم. والأسماء العالمية الكبرى ومشاركتها فيه إلى آخر المشاغل، ألم أقل إن الكتابة عالم بموازاة العالم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى