اهم الاخبارمقالات مختارة

المصالحة الوطنية: الرهان الوحيد في ليبيا

سالم الهمالي

 

الدكتور سالم الهمالي
الدكتور سالم الهمالي

اصدر رئيس المجلس الرئاسي قرارا بتشكيل لجنة تحضيرية لاعمال ومشروع مؤتمر المصالحة الوطنية الشاملة، تتكون من خمسة عشر شخصا برئاسة فضيلة الشيخ عبداللطيف الشويرف وعضوية آخرين من ابناء ليبيا، نتوسم فيهم الخير والرشاد. تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الصراع العنيف الذي شهدته البلاد، كَلف عشرات الآلاف من ارواح الليبيين وضياع المليارات من ثرواتهم، مع تدني مريع للخدمات في مختلف المرافق.
علَّ البعض لازال يراهن على حسم الصراع العبثي في ليبيا بالسلاح، بالرغم من كل الشواهد التي تنبؤ ان ذلك وَهم كبير لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع، مع الاشارة الى ان الغالبية العظمى من ابناء الشعب تدرك بعد ان انكشفت الغمامة عن اعينهم، ان الكثير من مبررات الصراع وأدواته كانت دخيلة على الليبيين، انساقوا وراء شعاراتها في ظل تضليل إعلامي كبير وغير مسبوق، ليجدوا أنفسهم يخاطبون بعضهم بلغة السلاح والمتفجرات بدل التفاهم بالحوار والتنازلات.

ما يجري في ليبيا ليس بدعاً من القول، فالعديد من دول العالم وشعوبه ابتلوا بمثل ما عشناه؛ يوغسلافيا، رواندا، وأقربهم لنا جارتنا الجزائر التي شهدت عشر سنوات (العشرية السوداء) التي نتج عنها مقتل ٢٠٠,٠٠٠ من الجزائريين بالاضافة الى تدمير للمرافق الخاصة والعامة. كل هذه الصرعات انتهت بصورة من صور المصالحة الوطنية، اُسدل فيها الستار عن تلك الفترة السوداء والبغيضة، بتنازل جميع الاطراف لصالح الوطن ومستقبل أجياله.

اطالة الصراع في ليبيا لا ولم ولن تأتي بأي فائدة للمواطن، بل الرابح الوحيد فيها هو الشيطان واعوانه ممن يؤججون الصراع في البلاد، الذين يرون في حل الازمة الليبية نهاية لطموحاتهم او دورهم في التسلط او مقارفة الحكم غصبا على إرادة الناس. لن يتحقق إعمار بنغازي ولا غير بنغازي باستمرار النهج الذي يسلكه بعض الليبيين الآن، بل ستظل تلك اماني ووعود، ما لم تنتهي حالة الصراع وينفتح باب التصالح.

لن تكون الطريق سهلة وميسرة، بل مليئة بالعوائق والشكوك في نوايا الاطراف وغاياتها، إلا انها تظل الطريق الاسلم والأسرع والأيسر لإنهاء حالة الصراع المدمر والبدء في معالجة اثار الازمة في مختلف المجالات. لذلك، اهيب بكل الخيرين من ابناء الوطن وبناته بالمشاركة في اي خطوات او مسارات للصلح والتصالح والعفو وتدفع في إتجاه باب الخروج من الازمة الراهنة ودعم العاملين الى ذلك.

المصدر: صفحة الكاتب على موقع “فيسبوك”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى