اهم الاخبارمقالات مختارة

المسماري يكتب: اتحاد “المعارضة التشادية” ب”قاعدة المغرب”

من اللافت للنظر أن هناك في عدة مناطق ودول، حراكاً سياسياً كبيراً
الاجتماعية أو لإرادات كبرى لمصالحها التي تمكنها من السيطرة، وخلق مستعمرات بمنظور جديد، ونظام مرتبط دون التدخل المباشر، ولكنها ترعى الثورات الدافعة في هذا
الاتجاه، ومن الظاهر أن الطموحات السياسية لا يمكن أن تتحقق إلا بالسلاح وعسكرة الثورات وإنشاء أذرع عسكرية لأحزاب المعارضة والأقليات المناضلة، وكذلك التحالف
مع من كان، من أجل تحقيق الأغراض السياسية، سواء الداخلية أو الخارجية.

ومن هذا المنطلق وبعد سقوط العقيد القذافي، انعكس الوضع الأمني المتردي في ليبيا على دول الجوار، ساعد في ذلك خروج السلاح عن سيطرة الدولة وتوغل التنظيمات
تنظيم القاعدة، وجناحه في المغرب العربي في المؤسسات الليبية، وخصوصاً منظومة القيادة، مثل الحكومات المؤقتة المتعاقبة، أو المؤتمر الوطني
الإرهابية، وخصوصاً
العام.. هذه الوضعية التي أتاحت لهم خلق الفضاء الحر المناسب للتحرك بحرية وسهولة أكبر في تحالف وثيق يشوبه الخوف، وعدم الثقة بين جماعة الإخوان المسلمين
الليبية، والجماعة الإسلامية المقاتلة ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا، لذا شكل الإخوان المسلمون ما يعرف بقوة الدروع، وبدأت ملامح صراعات داخلية على مناطق النفوذ وخلق
توازن مسلح على كامل الوطن.

مثلاً وبعد انطلاق العمليات التي تقودها فرنسا وحلفاؤها الأفارقة في شمال مالي التي بدأت حركة «أزواد» الانفصالية في التحالف مع تنظيم القاعدة وجماعة بوكو كرام
ووصولهم إلى العاصمة المالية باماكو، قام تنظيم القاعدة في ليبيا بدعم التنظيم في مالي بالسلاح والأموال وتحويل المجهود الحربي للتنظيم في ليبيا لهذا الدعم، في الوقت
الذي استعانت فيه فرنسا بقوات أفريقية وكانت قوات النخبة فيها من القوات الخاصة التشادية، التي يقودها الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، نجل الرئيس التشادي إدريس ديبي،
قوامها ألف جندي من قوات بلاده باتجاه الجبال، شمال شرقي مالي، للانضمام إلى الحملة العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية على «المتشددين» الإسلاميين في هذه
المنطقة.

وتتكون القوة من مائة مركبة مدرعة تشادية، وعربات جيب وشاحنات إمداد من كيدال ­ البلدة الصحراوية على بعد 1200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو ­
حيث تقوم القوات الفرنسية والتشادية تدعمها الطائرات الحربية الفرنسية انطلاقاً من كيدال بمهاجمة مخابئ المتشددين في سلسلة جبال إدرار أفوغاس على الحدود بين مالي
والجزائر.

وكان ابن الرئيس التشادي على رأس رتل القوات التشادية. وقال ديبي إتنو لـ«رويترز» إن مهمة القوات التشادية هي «محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة» في إشارة
إلى المقاتلين المتحالفين مع «القاعدة» في الجبال.

وتعاون قوات تزيد على 2500 جندي من تشاد والنيجر نحو 4000 جندي فرنسي في المرحلة الثانية للتدخل العسكري الفرنسي الذي بدأ قبل 4 أسابيع ضد «القاعدة»
وحلفائها في مالي.

هذا التدخل ضد تنظيم القاعدة دفع بدولة تشاد لمزيد من تحوطات الأمان على حدودها، وخصوصاً مع ليبيا، مما دفعها لمهاجمة المعارضة التشادية في جبال تيبستي التي بدأت
في مناطق الجنوب الغربي الليبي.

بعد حصولها على الأسلحة والذخائر من ليبيا وعن طريق تجار الحروب أو الموالين لها في ليبيا، وخصوصاً
تنشط عسكرياً
وهذا ما دفع بالرئيس التشادي إدريس ديبي لاتهام ليبيا ممثلة في السلطات الليبية الجديدة بفتح معسكرات لإيواء وتدريب المعارضين التشاديين الذين سماهم المرتزقة. وطالب
السلطات الليبية باتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذا النشاط.

ومن خلال التحوطات التي اتخذتها دولة تشاد على حدودها الشمالية مع ليبيا، هاجمت تمركزات المعارضة المسلحة في جبال تيبستي وفي شمالها بصفة عامة، مما دفع
بالأخيرة للدخول للأراضي الليبية في بداية سنة 2013 وبكامل عتادها وأفرادها وتوغلت داخل الأراضي الليبية.

تنظيم القاعدة في الجنوب الليبي، وكذلك نشأت علاقة منفعة ومصلحة موازية مع
وهنا بدأ فصل جديد في العلاقات بين المعارضة التشادية والتنظيمات الإرهابية، وخصوصاً
الاستفادة منها
الإخوان المسلمين من خلال قوة الدرع الثالثة التابعة لدروع مصراتة والمتمركزة في سبها ومحيطها وحاول كل من الحلفاء توطيد العلاقات معها من أجل أولاً
المعارضة التشادية المسلحة تربط طموحها بـ«القاعدة» في المغرب العربي 2017/19/3
في مواجهات مقبلة.

وكذلك التحالف مع المعارضة التشادية يمكن التنظيم الإرهابي من التمدد داخل تشاد في مراحل التمدد المقبلة.
في
إلا أن الإخوان المسلمين في ليبيا لهم رأي آخر ودخلوا على خط التحالف مع القوة نفسها، لكونهم يحتاجون لقوة عسكرية مدربة ومتمرسة على القتال، وخصوصاً
بعد تنامي الرأي العام داخل ليبيا وخارجها ضدهم ورفض الشعب لبسط نفوذهم على الدولة الليبية،
بأن المستقبل يحمل لهم مفاجآت، وخصوصاً
الصحراء، لمعرفتهم مسبقاً
بعد انطلاق أول عملية للجيش الوطني الليبي عملية الكرامة.
وهذا ما حصل بالفعل، وخصوصاً
لكل العصابات الإرهابية في ليبيا، وذلك في إطار الرؤية والطموح لكل طرف في هذا التحالف.
قوات المعارضة التشادية المسلحة بالفعل أصبحت حليفاً
وأصبح للقوة التشادية المعارضة معسكر رئيسي في منطقة الوشكة، 60 كيلومتراً جنوب منطقة سوكنة بالجفرة.
بعد خسارتهم الهلال النفطي الذي يمثل لهم ورقة
وبعد قرار تنظيم القاعدة المتمركز في الجفرة بالتحالف مع الإخوان المسلمين مهاجمة ومقاتلة الجيش الوطني، وخصوصاً
قوية في أي مفاوضات أو حوار داخلي أو خارجي أو من خلالها، يمكنهم تثبيت شراكتهم في أي مكون سياسي في البلاد، هذه الورقة التي خسروها بعد عملية البرق الخاطف
التي قامت بها القوات المسلحة العربية الليبية على الهلال النفطي.
هذا القرار دفعهم لعقد صفقة أخرى مع قوات المعارضة التشادية التي تطمح في العودة بقوة تمكنهم من محاربة قوات الرئيس ديبي، لذا قبلوا عقد الصفقة التي تتمحور على
محورين رئيسيين؛ قتال قوة المعارضة التشادية لجانب تنظيم القاعدة وحلفائه في الحرب ضد القوات المسلحة العربية الليبية بشكل مباشر، وأن يقوم التنظيم وجماعة الإخوان
في حال عودتها لدولتهم.

المسلمين بدعم قوات المعارضة التشادية مادياً ولوجيستياً
وبهذا يكون كل طرف وضع إمكانياته القتالية تحت تصرف الطرف الآخر وشاركت القوات التشادية في الهجمات الأخيرة على منطقة الهلال النفطي.

هذا ما دفع القوات المسلحة لاستهداف معسكراتهم جنوب سوكنة بعدة غارات جوية نفذتها القوات الجوية الليبية، وتلت تلك الغارات غارات أخرى لعدة مواقع لهم في منطقة
الجفرة.

شاركت القوة في الهجمات على منطقة الهلال النفطي بشكل فعلي في شهر فبراير (شباط) الماضي عندما توغلوا في منطقة الحقول النفطية جنوب رأس لانوف بنحو 120
كيلومتراً، وتم دحرهم من قبل وحدات القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

والآن يشاركون رأس حربة في الهجوم على الهلال النفطي بقوة لا تقل عن 1200 عنصر تم تجهيزهم بالعدة والعتاد من قبل تنظيم القاعدة ومجموعات الإخوان المسلمين
والمجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج، والقائد الحقيقي لهذا التجهيز ليس السراج شخصياً، ولكن من قبل محمد عماري زايد وزير دولة عن المنطقة الشرقية ممثل الجماعة
الإسلامية الليبية المقاتلة، وعبد السلام كاجمان نائب رئيس الوزراء عن المنطقة الجنوبية ممثل الإخوان المسلمين بالمجلس الرئاسي.

هذا الطموح للمعارضة التشادية أوقعهم في فخ دولي تتعاطى معه القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية الآن بفاعلية عسكرية وسياسية واجتماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية- نقلا عن صحيفة “الشرق الأوسط”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى