خاص 218مقالات مختارة

المختصر المفيد… ليبيا 2019

سالم الهمالي

قضيت عشرين يوما من شهر اغسطس في ليبيا سافرت فيها برا وجوًا، جلست مع كثيرين من اتجاهات مختلفة بآرائها الفكرية ومناطقها ومدنها وقبائلها.

رأيت شعبا يمر بأحلك مراحل تاريخه، اضطراب نفسي كبير لا يستثني أحد. ضاقت النفوس ولم تعد قادرة على تحمل أبسط النقاشات إذ سريعا ما تعلو الأصوات وتتغير لغة الكلام إلى اللوم في أدناها والاتهام المباشر أقصاها. غياب واضح للغة العقل والحكمة.

أغلب من تحدثت معه يرى الأمور بمنظوره، و(لا) يقبل بوجود رأي آخر، مستخدما أقذع الصفات ضد من يراهم أعداءه وليسوا حتى خصومه فقط؟!

الكل ينتظر في (المجهول)، ذلك البعبع أو التنين الذي سيقذف بحل سحري من مصباح علاء الدين، وكثيرا ما كانت الإجابة أن الله قادر على كل شيء … ونعم بالله.

أليس هو الله من منحنا العقل نتميز به عن سائر مخلوقاته، وهو وسيلتنا للخروج من الأزمات والمشاكل؟!

لا وجود للحكومة على الإطلاق، إلا صرف المرتبات والخمسمئة دولار بسعر الصرف – بالإضافة إلى (تحليل) نهب الدولة عبر التكليف المباشر والاعتمادات المشبوهة – التي أحسبها جرعة مسكنة تلهي الشعب عن الكارثة التي يتمحمط فيها. رئيس الحكومة بعيد عن الحلول وأمرها ليس بيده.

هناك عقلاء وحكماء، أغلبهم ليسوا ممن ترونهم يحملون تلك الصفة ويظهرون على الشاشات، ولهم رؤية فاحصة وعميقة للازمة ومقترحات حلول يمكن المجادلة حولها وفيها ما يفكك الأزمة وينقذ من الكارثة. لكن، لا أحد يحاورهم أو يسمع لهم!!

الأمر بيد من يعملون للمحافظة على مواقعهم وممتلكاتهم والحفاظ على أعناقهم مما يرونه قادم، وفي ذلك عندهم استعداد أن يضحوا بكل الشعب الليبي. لا يملكون حلا ولا رؤية، بل وسيلة واحدة وهي استمرار الصراع أطول مدة ممكنة، وهم في ذلك يتحالفون مع عزرائيل ذاته ناهيك عن الدول الأجنبية وكل من يهدد الأمن القومي لليبيا.

هناك سبيل ومخرج، وذلك ما سأكتب عنه لاحقا …

المصدر
رابط الصفحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى