العالم

الماويون الجدد في الصين يرحبون بعهد شي لكنهم لا يرونه ماو الجديد

بكين (رويترز) – رحبت مجموعة من المحافظين في الصين تتوق لما كانت عليه الأمور في عهد مؤسس الصين الشيوعية ماو تسي تونغ بما وصفوه بأنه “عهد جديد” من الاشتراكية والتأكيد على المساواة مع الرئيس شي جين بينغ.

لكن حماسهم لا يتخطى هذا الحد حتى الآن. فلا يريدون وضع شي على قدم المساواة مع ماو.

وطرح شي خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم الذي اختتم الأسبوع الماضي رؤية للصين كبلد واثق يملؤه الفخر وينعم بالرخاء مع إحكام الحزب قبضته على السلطة وترسيخ شي لسطوته كأقوى زعيم للبلاد منذ تولي ماو السلطة في 1949 وإعلانه تأسيس الصين الحديثة.

أشادت وفود حضرت المؤتمر باحترام شي لعهد ماو وذكره لمآثره وأصبح أول زعيم صيني منذ ماو له أيديولوجية باسمه في ميثاق الحزب وهو لا يزال في السلطة بما يشير إلى أنها ستظل سارية حتى بعد انتهاء ولايته الثانية التي تستمر خمس سنوات والتي بدأت قبل أيام. وقال سونغ يانغ بياو وهو صحفي حر من الماويين الجدد في بكين لرويترز “التشابه بينهما هو أن كلاهما أراد تجديد الأمة الصينية وكلاهما أراد الصين مستقلة وقوية وجديدة”.الماويون الجدد

وأضاف “الزعيم ماو حرر الشعب الصيني من قمع الغرب فيما كرس شي جين بينغ نفسه لمنح الصين الجديدة صوتا أقوى على الساحة العالمية”.

لكنه قال إن إحياء لقب زعيم الحزب الذي كان لماو وإسباغه على شي “ليس واقعيا”. وذكرت بعض المصادر التي لها صلات بقيادات إن رفع شي لهذه المكانة طرح في بعض الأروقة.

وقال سونغ “سلطة الزعيم ماو بنيت بعد كفاح طويل ومضن. وجاءت سلطة شي عبر البيروقراطية في زمن السلم. تاريخه مختلف تماما”.

لكن بعض كوادر الحزب الرئيسيين في المؤتمر لم يكن لديهم مثل تلك التحفظات. ووصف كثيرون منهم شي بأنه “زعيم” حكيم وعظيم وهو تكريم لم يستخدم إلا لماو وخلفه الذي لم يحكم طويلا هوا قوه فنغ.

وذهب رئيس لجنة الحزب في إقليم جيلين في شمال شرق البلاد إلى حد وصف شي بأنه “قائد الدفة للحزب” وهو وصف لم يستخدم في دوائر الحزب الشيوعي العليا منذ ماو الذي وصف بأنه “قائد الدفة العظيم”.

وقال سيما نان وهو من أحد المحللين الذين يظهرون على التلفزيون ومدون ومدافع عن ماو والحزب الشيوعي “قبول شي كزعيم قوي وقبوله كأقوى زعيم منذ ماو سمة أساسية لعهد شي الجديد… انظروا إلى كمية ما قاله وما كتبه وعدد من التقى بهم.. هل يتبقى له وقت للنوم؟”

إرث مزعجالماويون الجدد

للصين علاقة غريبة بإرث ماو إذ لا يزال الحزب يبجل ماو رسميا بصفته مؤسسه وتوضع صورة عملاقة لماو في ميدان تيانانمين وتظهر صورة ماو على كل فئة من عملة البلاد (اليوان).

لكن كثيرا من المفكرين وآخرين في الصين يكرهونه لأنهم يعتبرونه مسؤولا بشكل شخصي عن الثورة الثقافية المضطربة التي استمرت عقدا وعن سياسات اقتصادية تسببت في مجاعة وقتلت ملايين.

وتقول وسائل إعلام رسمية في بعض الأحيان إن ما فعله ماو كان سلبيا بنسبة 30 بالمئة وإيجابيا بنسبة 70 بالمئة.

ويرفض الماويون الجدد الانتقادات الموجهة لماو بوصفها محاولات لتلطيخ اسمه من غربيين ودعاة تغيير نهج البلاد ويدافعون بضراوة عن ماو وسياساته في مقالات ينشرونها عبر الإنترنت مع توبيخ علني بين الحين والآخر لمن يستخفون بإرثه.

وفي يناير كانون الثاني تعرض أستاذ جامعي في وسط البلاد للإقالة من الجامعة بعد أن احتج ماويون على ما كتبه على موقع للتواصل الاجتماعي قال فيه إن ماو مسؤول عن ملايين الوفيات.

الماويون الجدد

وفيما لم يغدق شي في ثناء ماو أو سياساته فقد دافع عن “أخطائه” ورسم حدودا لوقف محاولات مراجعة تاريخه الرسمي لدى الحزب مما أسعد الماويين الجدد.

كما استعان شي بصور وتصريحات وحملات الماويين لفرض الانضباط على كوادر الحزب وحشد الدعم الشعبي وتقوية دور الحزب في المجتمع.

وقال شي خلال خطابه في افتتاح المؤتمر “الحزب.. الحكومة.. الجيش (المؤسسات) المدنية والأكاديمية.. الشرق.. الغرب.. الجنوب.. الشمال والوسط.. الحزب يقود كل شيء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى