أخبار ليبيا

الليبيون استوردوا من لبنان “وحشاً فتّاكاً”

218TV|خاص

على مقربةٍ من نحو 2 مليون ليبي يقطنون العاصمة طرابلس، يتجوَّلُ “وحشٌ فتّاك” بـ”حريّةٍ تامّة”، دونَ أي التفاتةٍ من المسؤولين الذين أخفقوا في إيجاد حلولٍ لمشاكل مستعصيةٍ في ليبيا على مدى السنوات السبع الماضية، فمن الطبيعي إذا أن “يُغْمِضوا عيونهم” عن هذا “الوحش الفتّاك” الذي يُثيرُ مشكلةً مركّبةً، ومُعقّدة علمياً، بدَتْ عاجزةً أمامها دولٌ، تبدو مستقرة نسبياً مثل لبنان، الذي وجد مواطنيه أنفسهم محاطين بأكبر قدر ممكن من النفايات، من دون جمع أو طمر بصورة صحيحة، بسبب خلافات سياسية عميقة بين أحزاب لبنانية.

في عام 2012 انتهى “العُمْر العلمي والافتراضي” لمكبٍّ للنفايات أُقيم بمنطقة سيدي السائح، ومع إغلاقه جزئياً، وبسبب الظرف السياسي في ليبيا، لم يتمّ العمل على إيجاد بدائل له، فأُعيد افتتاح المكب القديم لردم النفايات فيه، لكن المشكلة الأخطر، التي بدأت تتفاقم في ظلّ “صمت تام”، أن التوسع العمراني العشوائي في السنوات العشر الأخير قد قرّب “الحياشين” من موقع المكب، إذ لم تتوقف شكاوى المواطنين من انبعاث الروائح القذرة بالقرب منهم، في ظلّ شكوك من أن عمليات الجمع والردم تتم وفقا لأسس علمية، أو أنها خاضعة للمراقبة من الجهات البيئية والصحية.

عدم معالجة النفايات بصورة علمية، وفي مكبّ صالح عملياً لممارسة هذا النشاط، من شأنه أن ينشر أنواعا فتّاكة من الميكروبات في الأجواء، ومن شأنه أن يُلوّث التربة، ومخزون المياه الجوفية على المدى الطويل، وأن يُسمّم المزروعات، وسط مخاوف من أن يتسبب هذا التلوث بأمراض خطيرة بدأت تُهدّد الليبيين، ففي الدول التي أهملت ملفّ معالجة نفاياتها، رُصِدت نسبٌ مرتفعة للأورام السرطانية والأمراض والأوبئة التي تُهدّد حياة الإنسان.

وتتواطأ أزمة النفايات مع انهيار غير معلن للخدمات الطبية العامّة في ليبيا، في ظلّ تراجع البنية التحتية للمراكز الطبية، ونقصٍ في كوادرها العاملة، وعدم توفر الأدوية والمعدات الطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى