أخبار ليبيااهم الاخبار

الكشاف المارد.. ليبيا تودّع رجلاً وهب حياته للعمل التطوعي

رجل اختصر ذاكرة الوطن ومثل كتاب مفتوح استوعب أحداثاً، صنع مسيرة مميزة امتدت من بداية الستينات قبل أن تصل به قافلة الرحيل إلى فاتحة عام 2022. هو المارد كما يناديه محبوه والقائد الكشفي كما تشير سيرته الذاتية العامرة والمعلم الذي ما فتئ أن يقدم النصح والعطاء اللا متناهي، بشير مبارك  رحل عن الوطن تاركاً فيافي ومدن الوطن تبكي رحيله بعد أن كانت شاهدة على عمله الطوعي الذي جاب من خلاله كل ربوع الوطن.

القائد المارد الذي شيع جثمانه بحضور لفيف من محبيه اليوم السبت أقام خلال مسيرته الحافلة عدداً من المعارض الكشفية في مدن البيضاء والمرج وبنغازي وطرابلس وجالو نقل من خلالها فسيفساء الوطن الواحد الذي تشرّبه عبر القيم التي تربى عليها وتناقلها أعضاء الحركة الكشفية الذين ينطقون من مبادئ العمل التطوعي، وهي رسالة خالدة نقلها المارد خارج حدود الوطن في معارض نظمها في مدينة كوبالا الأوغندية احتفاءً بتأسيس الحركة الكشفية في ليبيا فكان خير سفير للكشفية الليبية.

خطاه الحالمة الواثقة قادته لعدد كبير من الدول رحالا ومكتشفاً زار خلالها دول غرب أوروبا ووسط إفريقيا وجزر المحيط الأطلسي وهي رحلات صنعت جزءاً من شخصيته المغامرة وهوياته المميزة كجمع الطوابع البريدية والتصوير الفوتوغرافي والتوثيق وهي هويات متعددة تعدد إسهاماته ومؤسسات الانتساب حيث التعلق الروحي بالحركة الكشفية وعشق العمل التطوعي عبر انتسابه للهلال الأحمر الليبي والالتزام بالتربية والاصلاح من خلال وظيفته الحكومية كمعلم.

حصد الفقيد خلال مسيرته الطويلة أكثر من 145 شهادة مختلفة وتقلد وسام الوفاء الذي تمنحه الحركة الكشفية لروادها الأوائل وكان عضواً شرفياً وفاعلاً في نادي الأخضر الرياضي ورابطة الرياضيين القدامى.

رحل المارد فبكته مدينة البيضاء التي احتضنته فعبر بها إلى كل الوطن ليسير إلى القدر المحتوم مخلفاً تاريخاً عطراً يظل شاهداً على رجل وهب حياته للحياة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى