العالمخاص 218

القتلة في العراق”.. وثائقي يكشف وحشّية ميليشيات إيران في العراق

كانت الصحفية “راميتا نافاي” تكتب منذ سنوات عن صعود الميليشيات في العراق، وعلاقاتها بإيران، وعن مزاعم ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين السنة.

وفي فيلمها الوثائقي الأخير لبرنامج “فرونت لاين” بعنوان، “القتلة في العراق”؛ تُحقّق “نافاي” في الاتهامات بأن هذه الميليشيات أطلقت العنان لموجة من الاغتيالات ضد النشطاء والمنتقدين.

وتم عرض الوثائقي على شبكة “بي بي إس” الأمريكية، الثلاثاء، ضمن برنامج “فرونت لاين”.

وتقول إن ما وجدته فاجأها: “عندما غطيتُ الميليشيات لأول مرة ، على الرغم من أننا كنا نكشف انتهاكات الميليشيات الشيعية ، إلا أنهم كانوا لا يزالون يُنظر إليهم على أنهم أبطال، لا سيما من قبل السكان الشيعة” و “لقد تغير ذلك تمامًا”.

وتقول إنها لم تكن تتوقع “كيف أنه، في هذه السنوات القليلة ، يُنظر إليهم الآن بخوف مطلق ويُنظر إليهم على أنهم أشرار، ولم يعد يُنظر إليهم على أنهم الأبطال الذين كانوا من قبل “.

وكشف الفيلم الوثائقي أدلةً جديدةً عن تنامي نفوذ الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وكيف أنها باتت تسيطر فعليًا على السلطة في البلاد، وتُهدّد وتقتل منتقديها دون أن يتجرّأ أحد على محاسبتها أو حتى ردعها.

والتقت “نافاي” العديد من الناشطين والسياسيين الذين تم تهديهم من قبل الميليشيات ، بالإضافة إلى مقابلتها مسؤولين عراقيين، تحدثوا بصراحة عمّن يقف خلف سلسلة عمليات الاغتيال التي جرت، مؤخرًا، في العراق، وإحداها التي طالت الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي، الذي كان يتحدث علنًا عن دور الميليشيات الشيعية في زعزعة أمن العراق وصلاتها بإيران، وبالأخص “كتائب حزب الله”.

ينقل الوثائقي عن ضابط في الاستخبارات العراقية أن ميليشيا “كتائب حزب الله” مسؤولةٌ عن اغتيال “الهاشمي” بواسطة مرتزقة استأجرتهم لتنفيذ العملية، لأنها كانت غاضبة من التصريحات التي يُدلي بها “الهاشمي” لوسائل الإعلام المختلفة، بشأن قادتها وكشف هوياتهم وأدوارهم.

ويشير الضابط إلى عدم إمكانية ملاحقة القتلة بالنظر إلى نفوذ “كتائب حزب الله”، في العراق وخطف أو ملاحقة أي شخص يعارضها.

ولم تُشر الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعة بعينها، على الرغم من تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتعقب قاتليه، وكبح تصرفات الفصائل المسلحة.

كما استهدفت عمليات الاغتيال ناشطين عراقيين بالتزامن مع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ أكتوبر 2019، التي تنادي بإنهاء نفوذ الجماعات المسلحة الموالية لطهران.

ويؤكد الوثائقي صدور قوائم اغتيال، تضمّنت أسماءً لعشرات الأشخاص، تم اغتيال بعضهم بالفعل.

وتضمّن الوثائقي، أيضًا، انتهاكات الميليشيات لحقوق الإنسان في المناطق السنية بعد تحريرها من تنظيم “داعش”، وسيطرة الجماعات الموالية لطهران عليها.

وتمكنت الصحافية وفريقها، من دخول إحدى تلك المناطق، بعد أن وافق أحد عناصر الميليشيات على مرافقتها بشكل سري للتجول في المنطقة.

وبعد رؤيتها لمسجد سُوّي بالأرض بالكامل؛ أخبرها العنصر المرافق أن مقاتلي الميليشيات الموالية لطهران قاموا بالانتقام من السكان المحليين، وأنه لم يعد يحتمل هذه الأعمال “الوحشية”.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن المجموعات المسلحة الموالية لإيران باتت تُشكّل خطرًا أكبر من تنظيم “داعش”.

وتقول الصحافية إنها وجدت صعوبةً في العثور على أي مسؤول عراقي يتحدث بصراحة عن دور الميليشيات الموالية لإيران في العراق، والتهديدات التي تطلقها حتى ضد المسؤولين والسياسيين، بمن فيهم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

ففي ديسمبر الماضي هدّد المسؤول الأمني في “كتائب حزب الله”، أبو علي العسكري، رئيس الوزراء الكاظمي بـ”قطع أذنيه مثل العنز”، وقال إن ” المخابرات الأمريكية لن تحمي الكاظمي”.

المصدر
pbs

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى