العالمكورونا

الغارديان: تسونامي ديموقراطي قادم في أميركا

ترجمة

عرض تقرير لصحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، الوضع داخل الحزب الجمهوري (حزب ترامب) مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وخشية الجمهوريين من دفع ثمن تدهور شعبية الرئيس، وتساءل التقرير عن إمكانية تخليهم عن ترامب لتجنب هزيمة في انتخابات الكونغرس.

وقال التقرير إن التداعيات البشرية والاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا غيّرت المشهد السياسي وزادت الحديث عن غرق السفينة وأن استعارة السفينة الغارقة هذه تأتي مرارًا وتكرارًا بين الجمهوريين الذين قابلتهم الغارديان ووسائل الإعلام الأخرى.

يتطرق التقرير لكيف أنَّ الرئيس صار أقل تسامحاً مع وسائل الإعلام غير الصديقة له مقارنةً بالفترة التي كان يظن فيها أنَّه يحقق نجاحاً.وأن ترامب يتعرض لمشكلة هائلة الآن. إذ أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 130 ألف أمريكي، وخسر عشرات الملايين وظائفهم، وهناك تغيُّر اجتماعي ثقافي كبير في الولايات المتحدة حول العدالة العرقية بعد مقتل جورج فلويد. فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب يٌعدّ أسوأ الرؤساء الذين لا يزالون في منصبهم قبل الانتخابات وهو ما يترك الحزب الجمهوري في موضعٍ ما بين القلق والهلع بشأن انتخابات نوفمبر المقبل، سواء المتعلقة بالبيت الأبيض أو الكونغرس.

وقد شبّه جو والش، عضو الكونغرس السابق: “يبدو الحال شبيهاً ربما بما كان عليه الأمر على متن سفينة تايتانيك. حيث يعرف الجمهوريون الخائفون في مجلسي الشيوخ والنواب أنَّ ترامب سيُسحَق في نوفمبر، لكنَّهم مربوطون به وسيسقطون معه ولا خيار لديهم، وأعتقد أنَّهم يدركون ذلك”.

قال التقرير أيضا إن ترامب فشل في عقد تجمعات لحملته الانتخابية وأن بايدن تفوق عليه؛ إذ يشير استطلاع رأي مشترك أجرته الغارديان وشركة Opinium Research لاستطلاعات الرأي في أواخر يونيو إلى تفوق جو بايدن على ترامب بنسبة 52% مقابل 40%. وتتفق العديد من استطلاعات الرأي الأخرى على تفوق المرشح الديمقراطي بنسبة 10% أو أكثر، والأهم أنَّها تضعه في الصدارة في ست من الولايات التي تسمّى بالحاسمة.

ويُوخذ على ترامب الطريقة التي تعامل بها مع الجائحة، ما أدى لأن تكون الولايات المتحدة الأولى عالميا من حيث الإصابات والضحايا.

وقالت “آمي والتر” ، المحررة لموقع كوك بولتكال ربورت الأمريكي: “تبدو هذه الانتخابات مثل تسونامي ديمقراطي أكثر منها مجرد موجة زرقاء (ديموقراطية).. ويتضح أيضاً من حديثي مع المخططين الاستراتيجيين من كلا الجانبين الأسبوع الماضي أنَّ ترامب يجُرُّ مرشحي الكونغرس الجمهوريين معه إلى الهاوية”.

وبالفعل، يدرك الجمهوريون أنَّهم قد يخسرون كل شيء، وأنَّ الرئاسة ومجلس الشيوخ قد يتبعان مجلس النواب، الذي خسروه في 2018. ويُعَد مجلس الشيوخ بالغ الأهمية. وإذا ما استطاع الجمهوريون الاحتفاظ بأغلبيتهم فيه، سيكونون قادرين على عرقلة الكثير من أجندة الديمقراطيين، تماماً مثلما فعلوا طوال معظم رئاسة أوباما.

وقال جو والش، الذي فشل في تحدي ترامب في سباق الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2020: “يمكنني القول من المحادثات العلنية والسرية التي أجريتُها أنَّهم كلهم مرعوبون، كل سيناتور جمهوري مشارك في الانتخابات وكل سباق انتخابي ستكون المنافسة فيه شديدة”

يقول التقرير إن عالمي السياسة والأعمال أيضا فقدا الثقة في ترامب وإن ذلك يمثل تحولاً مذهلاً في غضون أقل من عام. ووجد استطلاع رأي أجرته شركة Citigroup للخدمات المالية والمصرفية الأمريكية لـ140 من مديري الصناديق في ديسمبر الماضي أنَّ 70% توقعوا أن يفوز ترامب بإعادة انتخابه لولاية جديدة، لكن في الأسبوع الماضي، قال 62% منهم إنَّهم يتوقعون فوز بايدن. وإن تحول معاقل كانت منيعة في السابق للجمهوريين، مثل ولايات أريزونا وأيوا وساوث كارولينا، إلى ساحات للتنافس مقياساً على مدى التغيُّر.

طرح تقرير الغارديان تساؤلا مهما يقول “هل سيتبرّأ الجمهوريون أخيراً من ترامب في محاولة لإنقاذ أنفسهم؟” وتطرق إلى عدد من الجمهوريين المعروفين الذين رفضوا الإفصاح عمّن سيصوتون له في نوفمبر القادم مثل السيناتورة سوزان كولينز.

ويضيف التقرير: “سيبدأ (الجمهوريون) في النأي بأنفسهم عن ترامب الذي لا يحظى بشعبية. وسيبدؤون في القول: (أنا أعمل مع الديمقراطيين)، أو (لا أتفق مع كل ما يقوله الرئيس). وسيبدؤون بإرسال إشارات إلى جمهور الناخبين بأنَّهم مختلفون”.

ويخلص التقرير إلى أنه لا يزال هناك 3 أشهر حتى يوم الانتخابات. وتبقى قاعدة ترامب الانتخابية متحمسة. ورأت تارا سيتماير، مديرة اتصالات الجمهورية السابقة في الكونغرس، أنَّ المختلفين مع ترامب لن يقفزوا من السفينة: “قد يغرقون مع السفينة لأنَّهم يشعرون أنَّ المخلصين للحزب متمسكون جداً بترامب بحيث ستكون فرصة (المختلفين مع ترامب) منعدمة إذا ما انفصلوا بأنفسهم عن الحزب. هذه هي المعادلة”.

وأضافت سيتماير: “يستمر الزواج القسري بين الحزب الجمهوري وترامب، وسيكون من المستحيل عملياً على قادة الحزب في هذه المرحلة رفض (ترامب) صراحةً”.

المصدر
الغارديان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى