العالمخاص 218

العلماء حائرون.. ثقبٌ أسود هائل متجوّل

ترجمة

لطالما افترض العلماء أن الثقوب السوداء فائقة الضخامة يمكنها أن تتجول في الفضاء، لكن اكتشافها أثناء ذلك الفعل، ثبت أنه صعبٌ.

ولم يتوقع العلماء أن يرصدوا ثقبًا أسود يتجوّل في الفضاء، فغالبًا ما تكون الثقوب السوداء فائقة الكتلة ثابتة نسبيًا، وتبقى في مكانها لتمتصّ كل ما يأتي في طريقها.

لكن، الآن، حدّد باحثون في مركز الفيزياء الفلكية حالة لثقب أسود هائل، أثناء الحركة، تم نشر نتائجهم في مجلة الفيزياء الفلكية.

يقول دومينيك بيسك Dominic Pesce ، عالم الفلك في مركز الفيزياء الفلكية الذي قاد الدراسة: “لا نتوقع أن تتحرك غالبية الثقوب السوداء فائقة الكتلة؛ فعادة ما تكتفي بالبقاء ثابتة”. “إنها ثقيلةٌ جدًا لدرجة يصعب معها دفعها للحركة، ضع في اعتبارك مثلاً مدى صعوبة ركل كرة البولينغ الثقيلة في الحركة أكثر من ركل كرة القدم، وإدراكًا أنه في هذه الحالة؛ فإن” كرة البولينغ” هذه تمثل عدة ملايين من كتلة شمسنا، فسيتطلب ذلك ركلة قوية للغاية.

عمل الباحث الفيزيائي ومعاونوه على رصد هذا الحدث النادر، خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال مقارنة سرعات الثقوب السوداء الهائلة والمجرات.

ومن أجل البحث؛ قام الفريق في البداية بمسح عشر مجرات بعيدة والثقوب السوداء الهائلة في نواتها، لقد درسوا على وجه التحديد الثقوب السوداء التي تحتوي على الماء داخل أقراص تراكمها، الهياكل الحلزونية التي تدور إلى الداخل باتجاه الثقب الأسود.

وساعدت هذه التقنية الفريق على تحديد أن تسعة من الثقوب السوداء الهائلة العشرة كانت في حالة سكون، لكن واحدًا بدا كأنه يتحرك، ويقع الثقب الأسود على بعد 230 مليون سنة ضوئية من الأرض، في مركز مجرة تسمى J0437 + 2456. وتبلغ كتلته حوالي ثلاثة ملايين ضعف كتلة شمسنا.

باستخدام ملاحظات المتابعة مع مرصد Arecibo و Gemini؛ أكد الفريق، الآن، النتائج الأولية التي توصلوا إليها، يتحرك الثقب الأسود الهائل بسرعة حوالي 110,000 ميل في الساعة داخل المجرة، لكن لم يتوصّل العلماء إلى معرفة سبب الحركة.

ويقول أحد المشاركين في الدراسة: “ربما نراقب تداعيات اندماج ثقبين أسودين هائلين”. “نتيجة هذا الاندماج؛ يمكن أن تتسبّب في ارتداد الثقب الأسود الوليد، وقد نشاهده وهو يتراجع أو يستقر مرة أخرى”. ولكن هناك احتمالاً آخر، وربما أكثر إثارة: فقد يكون الثقب الأسود جزءًا من نظام ثنائي.

ومع ذلك؛ ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات في النهاية؛ لتحديد السبب الحقيقي للحركة غير العادية لهذا الثقب الأسود الهائل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى