أخبار ليبيااهم الاخبار

“العكّوز”.. من أيدي “العجزة” إلى قبضةِ “السّياسي”

218TV.net خاص

أحلام المهدي

“العكّوز”، “الزّقية”، أو “اللقاحة”، كلها مفرداتٌ ليبيةٌ تعني “العصا” التي يتّكئ عليها من في حاجةٍ للسّنْدِ كي لا يقع مثل كبار السّن، أو حتى من يُصاب بعارضٍ صحّي يمنعهُ من السّير وحيدا معتمدا على رجليه فقط، لكن شكل هذه العصا المعقوف أعلاها، ليُمكّن المُمسِك بها من إحكام قبضته عليها، جعلها رمزا لكل ما هو مستقيمٌ وتكمن العِلّة في أعلاه، فكم استخدم الليبيون هذه المُفردة _ولازالوا_ للإشارة إلى أي فسادٍ يستشري في البلاد، فيلجأون فورا إلى عبارتهم الشّهيرة “العكوز معوّج من فوق”، كنايةً عن أن رأس النظام هو من بثّ الفساد وجعَله ديدن الجميع.

ويُصرّ الليبيون حتى اليوم على أن “العكّوز” أو “اللقّاحة” كما يسميها البعض، لازالت “معوّجة” من فوق، رغم تغيّر النظام في السّنوات السّبع الأخيرة، كما أن استخدام هذه العصا من قبل بعض مُستخدميها في توجيه الضربات لأبنائهم أو أحفادهم، مستفيدين بذلك من هذا السّلاح الذي هيّأته لهم الظروف، جعلها أيضا “رمزا سياسيا”، فالزّقية هي ما يتّكئ عليها السياسي أيضا ليحكم بالحديد والنّار، ويوجّه ضرباتها حيث يشاء.

ولازال الليبيون حتى اليوم يقولون كلما اشتدّت الخطوب، نحن شعبٌ “ما يمشيش إلا بالزّقية”، أي أن من يريد أن يحكم ليبيا حسب بعض الليبيين، لابد أن يمتلك “زقيةً” قوية ليفعل، وهناك من يُهوّن الأمر قليلا فيستبدل “الزّقية” بـ”المسواق” الذي قد يكون استخدامه أهون على المحكومين، إذ أنه مرِنٌ ولن يسبّب كسرا أو إعاقةً على كل حال، لكن حامله لن يكون واثقا عند تسديد ضرباته، فمُرونة “المسواق” قد تجعله ينسلّ من بين أصابع المُستقوي به على الآخرين، وبالتالي وجب استبداله بالزقية، هذه العصا القاسية الغليظة التي يدعمها اعوجاجها العلوي، ليجعلها أقدر على دعم حاملها وتنفيذ كل المهام التي تُوكَلُ إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى