العالم

العراق يحل “مليشيات الحشد”.. رسالة لإيران؟

218TV | خاص

بعد ساعات قليلة من قرار مفاجئ لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بحل مليشيات الحشد الشعبي التي ظهرت قبل خمس سنوات لمواجهة تنظيم داعش الذي أسقط وقتذاك مدن عراقية كاملة، لوحظ التزام أحزاب عراقية بحل جماعاتها المسلحة، والالتزام بالقرار الحكومي، إذ سارع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى أمر جماعته المسلحة، والمعروفة عراقيا باسم “رسل السلام”، وطالب قادتها وأفرادها بالاندماج في القوات المسلحة العراقية وفق الأمر الحكومي، الذي تقول مؤشرات وانطباعات أن عبد المهدي اتخذه في محاولة لقطع الطريق على أي “استخدام إيراني” لهذه المليشيات التي كان يُنْظَر إليها بقلق شديد.

وبحسب انطباعات وتحليلات في الداخل العراقي فإن القرار الحكومي يُشكّل ضربة موجعة لهذه المليشيات التي كان أفرادها يتحركون خارج نطاق القانون، وكانت تصرفات أفرادها موضع تذمر عشرات آلاف العراقيين، وصدرت تقارير رسمية عراقية تقول إن هذه المليشيات التي تمولها الحكومة العراقية مرتبطة بإيران، وتحديدا الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يعني أن العراق يحاول توجيه رسائل لإيران، بأن هذه القوات لن تكون أداة بيد طهران في أي مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية، إثر التوتر السياسي والعسكري الكبير بين طهران وواشنطن.

والجماعات المسلحة، المعروفة باسم “مليشيات الحشد الشعبي”، هي قوات شبه عسكرية أسستها أحزاب عراقية شيعية بعد أيام قليلة من سيطرة داعش على مدن عراقية كاملة في صيف عام 2014، بعد أن فشل الجيش العراقي في وقف زحف تنظيم داعش الذي كان يحاول إسقاط العاصمة بغداد، ومدن جنوب العراق، إذ ساهم الحشد الشعبي في وقف اندفاعة داعش، قبل أن يُسهم الحشد مع قوات نظامية عراقية في تحرير مدن عراقية من التنظيم الأخطر في العالم، لكن تقارير دولية سجلت ووثقت مئات الحالات لانتهاكات دينية وإنسانية نفذها مقاتلون من الحشد خلال دخولهم إلى مدن عراقية ذات طابع سني لتحريرها من مقاتلي داعش.

يشار إلى أن قرار الحكومة العراقية بحل هذه المليشيات ودمجها في الجيش العراقي يأتي ضمن مهلة ليست طويلة، إذ تنتهي في الحادي والثلاثين من شهر يوليو الحالي، في ظل تأكيدات أن القرار العراقي تقف خلفه ضغوطات أميركية، خصوصا بعد زيارتين قام بها إلى العراق العام الماضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وقيل إن الزيارتين قد تطرقتا إلى خطورة تبعية قوات عسكرية عراقية لإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى