العالم

العبادي يطالب الأكراد بإلغاء الاستفتاء كشرط للحوار

 حيدر العباديبغداد (رويترز) – طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الخميس الأكراد بإلغاء الاستفتاء على الاستقلال رافضا عرض إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي لتجميد مسعاه للانفصال من أجل حل الأزمة عبر الحوار.

وقال العبادي في بيان خلال زيارة إلى طهران “لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور”.

كانت حكومة كردستان قد عرضت أمس الأربعاء وقفا فوريا لإطلاق النار وتجميد نتائج الاستفتاء و”البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي”.

وتسارعت وتيرة تنازلات الأكراد لبغداد منذ الأسبوع الماضي حينما أمر العبادي الجيش باستعادة جميع الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج منطقة الحكم الذاتي التي تضم ثلاث محافظات.

وقلب تقدم سريع مذهل للقوات الحكومية ميزان القوى في شمال العراق في غضون أيام وحطم أحلام الاستقلال التي تداعب الأكراد منذ عقود والتي تجسدت الشهر الماضي في الاستفتاء على الاستقلال.

وأعلنت بغداد أن استفتاء الاستقلال غير قانوني. وزار العبادي إيران اليوم الخميس في أعقاب رحلة إلى تركيا أمس الأربعاء في إطار حملة دبلوماسية لحشد تأييد جيران العراق لموقفه الصارم.

مولود تشاووش أوغلو واليوم الخميس قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن عرض حكومة إقليم كردستان تجميد مسعى الاستقلال خطوة في الطريق الصحيح لكنها غير كافية.

وكان العبادي قد أمر الجيش باستعادة جميع الأراضي المتنازع عليها وطالب أيضا بسيطرة الحكومة المركزية على معابر العراق الحدودية مع تركيا في منطقة فيش خابور التي تقع داخل إقليم كردستان.

وقال مستشار إعلامي لمسعود برزاني رئيس إقليم كردستان إن قوات الأمن الكردية المعروفة باسم البشمركة صدت ثلاث هجمات للقوات العراقية على الطريق بين كركوك وإربيل عاصمة الإقليم ودمرت عدة دبابات وعربات مدرعة.

ولم تؤكد السلطات العراقية هذه الرواية.

إيران تسعى للوقيعة

ويسبب القتال بين الحكومة المركزية والأكراد وضعا شديد الحساسية بالنسبة للولايات المتحدة لأنها حليف وثيق للطرفين وتوفر تسليحا وتدريبا لكل من الأكراد وقوات الجيش العراقي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

والعراق واحد من دول قليلة تربطها تحالفات وثيقة مع الولايات المتحدة وإيران واستخدمت طهران النزعة الانفصالية لدى الأكراد للوقيعة بين واشنطن وبغداد.

ونصح الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي بألا يعول على الولايات المتحدة في المعركة ضد الدولة الإسلامية.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله للعبادي خلال زيارته لإيران “الوحدة هي أهم عامل في مكاسبكم أمام الإرهابيين وأعوانهم… لا تأمنوا لأمريكا… ستضركم في المستقبل”.

مسعود برزاني

ورفض العبادي دعوة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هذا الأسبوع بإعادة المقاتلين في صفوف الفصائل الشيعية المدعومة من ايران إلى ديارهم. وأصدر مكتب العبادي بيانا وصف فيه المقاتلين بأنهم “وطنيون”.

واندلعت الأزمة الكردية في وقت يوشك فيه العراق على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية بعد حرب مستمرة منذ ثلاث سنوات حظي خلالها بدعم قوي من التحالف بقيادة واشنطن والأكراد وإيران.

وبدأت القوات العراقية عملية اليوم الخميس لاستعادة آخر رقعة من أراضي البلاد لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتشدد قرب الحدود مع سوريا.

وقال العبادي في بيان يعلن بدء الهجوم على منطقة القائم وراوة “ليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام”.

وانهارت فعليا دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم عبر حدود سوريا والعراق في يوليو تموز عندما سيطرت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة على الموصل معقل التنظيم الرئيسي بالعراق خلال معركة صعبة استمرت تسعة أشهر.

وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة في بغداد أن الطائرات العراقية أسقطت آلاف المنشورات على المنطقة الحدودية تدعو المتشددين للاستسلام وتحث السكان على الابتعاد عن مواقع التنظيم.

ولا يزال مقاتلو التنظيم يبسطون سيطرتهم على أجزاء من الجانب السوري من الحدود، لكن المنطقة الواقعة تحت أيديهم آخذة في التقلص كما سقطت الرقة، معقل التنظيم في سوريا، الأسبوع الماضي في أيدي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن والتي يهيمن عليها الأكراد.

وقالت قيادة العمليات المشتركة إن وحدات من الجيش ومقاتلين من العشائر السنية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران تشارك في العملية قرب الحدود مع سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى