الصراع الليبي.. حسابات مُعقدة وقوى خفية
حربا بعد حرب وسنة بعد أخرى يكتسب قادة المجموعات المسلحة خبرة أكثر، ويزداد حضورهم في الساحة عبر وجودهم المسلح، وكذلك طموح بعضهم إلى ممارسة العمل السياسي.
نحو لبنان جديد، هذه هي الحالة في ليبيا اليوم وتحديداً في طرابلس، فالوضع صار يتجه إلى لبننة الحالة الليبية وإضفاء نهج جديد وصورة جديدة قد ترتسم في قادم المواعيد، فسنة بعد سنة يكتسب قادة المجموعات المسلحة خبرة في السياسة وفنون التفاوض، بالإضافة إلى النفوذ المسلح وسيطرتهم على أماكن استراتيجية تتعلق بصناعة القرار في دوائر السلطة، كل هذا إذا ما أضفنا إليه انعدام ثقتهم بالنخب والكوادر السياسية يجعل من حضورهم في المشهد السياسي جائزاً ومتوقعاً.
فعلى غرار شخصيات لبنانية مثل سمير جعجع والعماد ميشيل عون يتجه المسلحون أو بعض منهم إلى لعب دور سياسي، والمشاركة في العملية السياسية، لتنتقل المعادلة من حزب سياسي له جناح مسلح إلى كتائب مسلحة لديها حزب سياسي، الحزب هنا يفاوض مباشرةً بما تملك الكتيبة من نفوذ، بما لديها من عتاد، ما يجعل الحالة الليبية تنتقل من طور إلى طور آخر، قد يكون أكثر شراسة من سابقه، خصوصاً في ظل استقطاب بعض الدول لقادة مجموعات مسلحة، باتت تتناول الشأن الداخلي معهم بشكل مباشر وتتلمس خطاهم وآفاقهم وطموحهم السياسي، فهل هو نضوج القادة المسلحين أو هو مؤشر نحو مرحلةٍ جديدة ستكون مختلفةً عن سابقاتها.
