أخبار ليبيااخبار طرابلساهم الاخبار

الغرياني يطالب مصراتة بالمزيد من “الميداليات” بــ “رياضة الدم”

خاص|218

توجه المفتى المعزول -بقرار من البرلمان-  الدكتور الصادق الغرياني، بكلمة وجهها “عبر قناة تلفزيونية تابعة لدار الافتاء التي يرأسها في طرابلس”، إلى أهل مصراتة ، قال فيها إن الاشتباكات في طرابلس سببت مقتل الكثير من الشباب وخاصة من مدينة مصراتة،التي وصفها كمدخل لدغدغة المشاعر بـ (مدينة العلم والثقافة وقادة الجهاد والبطولات على مر التاريخ في القديم والحديث وتاريخها كما هو معروف في هذا الباب مشرف وتاريخ يذكر لها) .

عاد “الغرياني” من جديد للتحريض على العنف وإذكاء نار المعارك والتفاخر بموت الشباب وحثهم على القتال عبر قناته -المفترض أنها منبراً لدار افتاء تنصح الناس وتدعوهم إلى حقن الدماء- واصفاً عدد القتلى بالكبير خلال هذا الأسبوع مؤكداً كل مرة في حديثه أن الأغلبية من شباب مصراتة المدينة التي عند كل حرب منذ 6 سنوات يخرج الغرياني مطالباً إياها بالمزيد وكأنها مجرد مخزن لحطب الحروب ووقودها لا مدينة علم وثقافة كما وصفها عند بدء حديثه .

الغرياني ذكر في معرض حديثه أن عدد ضحايا الحرب في هذا الأسبوع تجاوز الثلاثين، ناصحاً أهل مصراتة و شبابها  بقوله :(لاتحزنوا ولاتهنوا وأنتم الأعلون.. كلما يكثر فيكم الشهداء فهذه أوسمة فخر لكم وانتم الأعلون .. وأعطيكم مثالا كأنكم شاركتم في مسابقة دولية رياضية وإلا علمية وكلما يقتل منكم 10 يقتل من غيركم واحد مثلاً فمثاله لو شاركتم أنتم وغيركم في هذه المسابقة الدولية ترجعون أنتم بـ 10 ميداليات ويرجع غيركم بميدالية واحدة) .

ترخص أرواح شباب مصراتة وشباب ليبيا الذين خاطبهم المفتي في كلمته المرتبكة حاثاً إياهم على الحرب والمنافسة في الموت كأنها رحلة رياضية .. ومالايعرفه (المفتي) أن شباب مصراتة أحرزوا بالفعل بطولة دولية في كرة القدم عن طريق نادي التحدي لكنه يتحداهم برياضة الموت لتحقيق انتصاراته السياسية بل ويذهب إلى ما أبعد حين يفضل مدينة على كل مدن البلاد لخلق ضغائن كل يوم بهذا التأجيج واختصر هذا بقوله مادحاً مدينة مصراتة التي لايراها إلا اداء وماكنة معارك : ( مصراتة بهذا تستحق التكريم وتستحق الإشادة بها وتستحق أن تفضل وتعطى لها المزايا لأنها تدفع بفلذات أكبادها من أجل الوطن لا من أجل شيء آخر، هي على من تدافع الآن بهذه العشرات ففي هذا الأسبوع فقط أكثر من 30 شهيداً).

لمح الدكتور المعزول في كلمته إلى انتقاد واضح وإن غلفه بهمهماته الغامضة إلى رئاسي الوفاق قائلاً (لابد أن نراجع أنفسنا هل عندنا تقصير عندما يمر حدث في أي بلد حدث مؤلم وتذهب فيه أرواح معناها المطلوب من الناس ومن العقلاء ومن المسؤولين مراجعة أنفسهم يراجعون الأمر ما سبب هذا هل هناك سبب من التقصير ينبغي أن يتلافى ولا يسكت عليه فلا ينبغي أن تمر هذه الأحداث المؤلمة مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن) إلى أن يقول : (عندما نراجع أنفسنا فيما يتعلق بالجبهات نجد الأمر كما هو منذ 3 أشهر إلى الآن ).

وينهي (المفتي) حديثه محافظاً على طقوسه ومذهبه في التكفير مترحماً على ضحايا الحرب من شباب مصراتة ناصحاً أياهم على الصمود في الجبهات ومبشرهم بالجنات ولغيرهم (الكافرون)بالمحق، مستدلاً بآية قرآنية لاتعني فيها مفردة “شهداء” مَن يقضون في القتال بل تأويل مختلف تماماً .

مافات الدكتور المعزول هو أن مصراتة فعلاً مدينة ثقافة وعلم ورياضة لكنه يصر أن يحولها إلى مجرد معسكر كبير يصدر شبابه للموت في حروب لايُفترض أن يذهبوا إليها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى