حياة

الشهيد بومطاري الزوي.. تاريخ من مقاومة الاستعمار

المجاهد سليمان صالح عبدالرحمن بومطاري الزوي من مواليد سنة 1865 بمدينة الكفرة، تربى وسط أسرة لها تاريخ طويل في مقاومة الاستعمار، واستشهد والده في معركة أم العظام ضد الغزو الفرنسي لتشاد، قبل أن يسير على خطاه ويستشهد في ملحمة “مرحب بالجنة جت تدنى”.

وقبل مشاركته بحركة الجهاد بالجبل الأخضر، التحق سليمان بومطاري في عدة معارك ضد الفرنسيين في تشاد ومن أبرز هذه المعارك معركة علالي بمنطا ماو والتي هزم فيها الفرنسيون وتكبدوا خسائر فادحة مما أثرت سلبيا داخل الأوساط الرسمية في فرنسا وخلقت حالة من الإحباط لدى القيادة الفرنسية في تشاد.

ولم تكن معركة العلالي الوحيدة لبومطاري، حيث شارك في العديد من المعارك جنوب الصحراء ابان الغزو الفرنسي للمنطقة ليسير بذلك على خطى والده الذي كان من أوائل المقاومين للغزو الفرنسي لدول الصحراء الكبرى.

وقبل التحاقه بحركة الجهاد الليبي، شارك سليمان بومطاري والده في حفر بئر السارة علي طريق القوافل حيث كان الناس يموتون عطشا وسط رمال الصحراء الشاسعة.

وعاصر الشهيد بومطاري فترة المفاوضات التي كان يسعى من خلالها الإيطاليون تخفيف الضغط عنهم من المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار منها ما يعرف بمفاوضات سيدي ارحومة، وعندما سمع عن حملة غراسياني لاحتلال الكفرة استأذن القائد عمر المختار وعاد للدفاع عن أهل الواحة حيث وقع شهيدا في ملحمة “مرحب بالجنة جت تدنى” التي استخدمت فيها الإيطاليون ترسانته عسكرية كبيرة في مقدمتها الطائرات والدبابات لأول مره في الصحراء وارتكب خلالها الاحتلال الايطالي أبشع أنواع الجرائم بحق أهالي الكفرة.

كان بومطاري أحد أبرز أفراد المقاومة واستشهد في معركة “شهداء الكفرة” في الهوارية دفاعا عن بلدته وأهله في 18 يناير 1931، عن عمر يناهز 66 عاما.

وطلب غراسياني أن يأتوه برأس الشهيد بومطاري، إذ كانت له سياسة خاصة في قطع رؤوس قادة المقاومة لزرع الرعب لدى المقاومين وبكل من يفكر بالانضمام لحركة الجهاد، فتم تنفيذ الأوامر وقطع رأس الشهيد سليمان بومطاري وتم تصوير وتوثيق المشهد وأرسل رأسه إلى إيطاليا.

لمرات عديدة حاول أحفاد الشهيد بومطاري معرفة ما حل برأس جدهم وأين هو الآن، مطالبين بإرجاعه من إيطاليا ودفنه في الكفرة التي ضحى لأجلها وجاهد في سبيل أن تبقى بعيدا عن أيدي الاحتلال الإيطالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى