أخبار ليبيااهم الاخبار

الشباب وقود الحرب في ليبيا

تقرير

يتداول ناشطون وصفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي أخبار عن وقوع قتلى من التشكيلات المسلحة، وما أثار الانتباه وجود شباب في سن المراهقة .

أسوأ ما في الحرب أنها تقتل الأحلام قبل قتلها للأعمار، مراهقون لم يبلغوا سن الرشد، قرروا بفعل المؤثرات والمحفزات والمغريات الكثيرة الالتحاق بجبهات القتال واضعين روحهم في كفة، وعمرهم الطويل الذي بمقدورهم أن يعيشوه في كفة ثانية، فرجحت كفة الموت لا كفة العمر المديد الذي قد يعيشونه.

شباب لم يفارق المشط شعر وجوههم، فقدوا جزءاً من الأمل كما في هذا التعليق للقتيل رشيد البكوش وهو من جيل فتح أعينه على الدنيا وليبيا في حالة عنفية لم يشهدها التاريخ الحديث، هذا الشاب ودّع الدنيا وقاتله مراهق من عمره يقاتل في صفوف التشكيلات المسلحة التابعة للوفاق، غره السلاح فقرر قتل نده، وإعدام مستقبله.

ذهاب هؤلاء الشباب إلى الجبهات وتفضيلهم امتشاق الأسلحة على رفع الصحائف والأقلام، والتمترس خلف السواتر الترابية بدل الجلوس على المقاعد الدراسية، دليل على انحدار مجتمعي يضرب بأطنابه في عمق التراب الليبي، ودليل على أمل يتلاشى كل يوم من مخيلاتهم الندية، ومؤشر على أفق عامٍ مظلم ضيق خالٍ من الهواء، وإذا ظلت هذه العوامل موجودة فإن المستقبل سوف يشهد مزيداً من نزيف الشباب وهم يلقون بأنفسهم في جحيم الحرب يقاتلون ليستثمر النجاح مستغل للشعارات ومراهن على الفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى