العالم

“الشارع” يُفاجئ اللبنانيين.. “أقوى وأحدث” حزب

218TV|خاص

بعد مرور ثماني وأربعين ساعة على “الخضة السياسية” التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت يوم الأحد الماضي، في ظل احتجاجات شعبية قوية ولافتة ومفاجئة بدون “أغطية سياسية حزبية تقليدية”، تجتهد الطبقة السياسية لدراسة أبعاد هذا التحرك الشعبي النادر، الذي فاجأ الأحزاب السياسية الكبيرة، المهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي، والذي تنسب إليها الاحتجاجات الواقع المعيشي المُرّ لملايين اللبنانيين في السنوات الأخيرة.

وتخشى الأحزاب السياسية الكبيرة في لبنان، والتي تبدو حاضرة في لبنان منذ عقود ويجري “توريث زعاماتها” إلى الأبناء والأحفاد من أن يبادر “حزب الشارع” الذي تشكّل عفوياً في غفلة منهم، وشكّل تهديدا لهم إلى سحب البساط السياسي من تحت أقدامهم، ومحاصرتهم سياسيا في بلد يناهز عجز موازنته ودينه الخارجي المائة مليار دولار أميركي، إذ تعتقد أوساط لبنانية أن الشارع الذي اندفع للاحتجاج بقوة، وحاول اقتحام مقر الحكومة ومقر مجلس النواب لولا التدخل الأمني، سيصبح “أقوى وأحدث” حزب سياسي في لبنان، والأهم أن هذا الحزب الافتراضي سيكون دون “غطاء طائفي”، إذ إن الأحزاب الكبيرة في لبنان مغطاة طائفياً، وتُحرّك جمهورها بناء على “تحريض وفتاوى طائفية” بات الشارع اللبناني ينظر إليها بازدراء ولا مبالاة سياسية، وهو ما تشعر هذه الأحزاب إزاءه بـ”التهديد الصريح”.

ويوم الأحد الماضي نزل عشرات الآلاف إلى شوارع بيروت، ومدن لبنانية أخرى احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، إذ تتعثر الدولة اللبنانية كثيرا في تقديم خدمات عامة أساسية لمواطنيها مثل السيولة النقدية لعملة الدولار، وأيضا رفع القمامة من الشوارع، إضافة إلى توفير تغذية كاملة للتيار الكهربائي، إذ إن ساعات طرح الأحمال في اليوم الواحد لبعض المناطق تصل إلى نصف عدد ساعات اليوم.

ولا تجد “مرارة العيش” لملايين اللبنانيين في نظام سياسي قائم على “المحاصصة الطائفية” أي “آذان صاغية”، إذ إن الأزمة المعيشية لا تزال دون أي حلول منذ نحو عشرين عاما في ظل تدهور مالي غير مسبوق لمئات آلاف العائلات اللبنانية، فيما تتقدم أرقام الفقر والبطالة كثيرا في المدن اللبنانية، على وقع تعثر وكساد اقتصاديين لم يعشهما لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى