العالمكورونا

السويد ترفض حجر كورونا سعياً لـ”مناعة القطيع”

تقرير/218

تناقلت وسائط الإعلام الدولية أمس الجمعة ما يحدث في السويد من تجاهل لتعيلمات منظمة الصحة العالمية وحث جميع المنظمات ذات العلاقة بالتزام الحجر الصحي في البيوت والعمل عن بعد وغير ذلك من اجراءات احترازية وتدابير وقائية تتخذها أغلب دول العالم التي تفشى فيها وباء فيروس كورونا أو حتى التي لم ينل منها إلا مؤخراً ولم يصب منها الكثير .

تسير الحياة في السويد هذه الأيام بوتيرة عادية وكأن شيئاً لم يكن مع أن عدد الوفيات في السويد يقترب من 300 شخص بعد إصابتهم بالفيروس.. تفتح المطاعم والمقاهي أبوابها ويمضي السكان في شوارع المدن بلا كمامات أو قفازات ولاتزال المدارس مفتوحة والحانات تستقبل روادها، رغم تفشي الفيروس في عموم القارة الأوروبية.

تميزت السويد في تعاملها مع الوباء عن أميركا ودول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت منهجاً يعتمد على المحافظة على استمرار الحياة الاقتصادية في وتيرتها المعتادة، اتباعاً لمفهوم “مناعة القطيع”، ولكن الأميركان والأوربيين تراجعوا ليطبقوا الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي،فانتهجت السويد مسلكاً مغايراً،لايخرج عن مبدأ مناعة القطيع فالسلطات شجعت الناس على إبطاء تحركاتهم وتقليلها وحسب، فيما الصناعة استمرت تعمل، والمدارس مفتوحة وكذلك دور الحضانة والقطارات تسير محملة الركاب، ولاوجود يذكر لدوريات الجيش في المدن السويدية.

واتخذت السويد مع كل هذا التجاهل، حزمة من الاجراءات الاحترازية مثل اقتصار الحجر المنزلي على كبار السن والمصابين بأمراض مع الاهتممام بهم ورعايتهم، كذلك منع التجمعات لأكثر من 50 شخصًا وتجنب الاتصال الاجتماعي بالأشخاص أكثر من 70 عامًا أو المرضى.

ويلقى هذا التجاهل معارضة واسعة من الأوساط العلمية في السويد حيث قام أكثر من 2000 من العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء في مقدمتهم رئيس مؤسسة نوبل “كارل هنريك هيلدن”- بتوقيع عريضة طالبو من خلالها الحكومة بتدابير أكثر صرامة لاحتواء المرض.

وقالت البروفيسورة “سيسيليا سوديربرغ”،الباحثة بعلم المناعة الفيروسي :”نحن لا نجري ما يكفي من التحاليل، ولا نقوم بإجراءات التعقب ولا العزل الكافية.. إنهم يقودوننا نحو كارثة”..

وتضيف سوديربرغ: “الحكومة ترى أنها لاتستطيع إيقاف التفشي، ولهذا قرروا أن يتركوا الناس يموتون.. إنهم لا يريدون السماع للمعلومات العلمية المقدمة إليهم، فهم يثقون ثقة عمياء بوكالة الصحة العامة.. لكن ما لديهم من المعلومات ضعيف جدا ويكاد يكون محرجًا .. ونحن نرى هنا مؤشرات بتضاعف المعدلات بنحو يفوق ما يحدث في إيطاليا.. ستشهد ستوكهولم قريبًا نقصًا حادًا في وحدات الرعاية المركزة، ولا يفهمون أنه بحلول ذلك الوقت سيكون قد فات الأوان لعمل أي شيء.. كل هذا خطير للغاية”.

يذكر أنه توفي في السويد 43 شخصاً مصاباً بكورونا خلال الساعات 24 الماضية، ليصل إجمالي الوفيات إلى 282، كما أعلنت السلطات تسجيل 519 إصابة جديدة، مما يرفع الإصابات إلى 5466.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى