أخبار ليبيا

السفيرة الأمريكية في عمَّان: أزمة ليبيا أنتجت فوضى عارمة

تبدو الأزمة الليبية تسير باتجاه غير محسوب، سياسيا، والحوار الذي أنهى جولاته الكثيرة لم يستطع أن ينجز شيئا على مستوى التوافق بين الفرقاء، الأمر الذي دعا الكثير من الأطراف والمسؤولين للتعليق على فشل الحوار،  بأنه يقود إلى المجهول بحسب تعبير ليون، وينتج فوضى عارمة بحسب رأي السفيرة الأمريكية في عمان أليس ويلز. 

وفي تطور خطير أيضاً، جاء رد فعل حكومة الإنقاذ في طرابلس حول العملية العسكرية في بنغازي بأنها لا تستبعد الرد العسكري في بنغازي، معتبرة أن هذا التصعيد العسكري ينسف الحوار السياسي برمته، مطالبة المؤتمر الوطني العام بالسماح لها بالرد العسكري في حال تصاعد وتيرة الاشتباكات في بنغازي.

وشددت الحكومة في بيان لها على أن حكومة الإنقاذ ستسعى لمضاعفة دعمها لمن أسمتهم "ثوار بنغازي"، مضيفة أن "سياسة التصعيد العسكري تعكس حالة التخبط الحالية في الموقف السياسي لمجلس النواب الليبي" .
 
خيار وحيد

من جانبه قال برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة، بأن الاتفاق السياسي بنسخته النهائية بما فيها الملاحق، هو "الخيار الوحيد" أمام الليبيين كي لا تسقط البلاد في فراغ سياسي ومصير مجهول. وقال في منتجع الصخيرات بالمغرب ليل الاثنين الثلاثاء، إن الأمم المتحدة تتفهم أن "كل ليبي ومؤسسة وكل منظمة سوف يرون عناصر لا تروقهم في الاتفاق، لكن هناك المزيد من العناصر التي ستروقهم".
وخاطب ليون أطراف الحوار الليبي بحضور مبعوثي وسفراء عدد من الدول إلى ليبيا بينهم سفيري بريطانيا وقطر، بالقول "نأمل في أن تعود الأطراف في الأيام المقبلة وتكون جاهزة لمناقشة الأسماء (التي ستشكل حكومة الوحدة الوطنية)، وهو ما تم التأكيد عليه مع جميع الأطراف دون استثناء".
ودعا الليبيين والمؤسسات المنخرطة في الحوار أن تكون "مرنة وكريمة، وأن تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار". مضيفا أن "على الذين يعارضون ما توصلنا اليه أن يخبرونا ما هي خياراتهم المتوفرة"، وقال "صراحة لا أرى هناك الكثير من الخيارات أمام الليبيين. سمعت الكثير من الانتقادات حول هذا العمل وحول الاتفاق، ونعلم أن هناك الكثير من الناس لا يحبون ما نقوم به، لكن ما هي الخيارات؟".
واعتبر ليون أنه بإمكان الليبيين "اختيار رفض هذا الاقتراح، لكنهم سيختارون في هذه الحالة مصيرا مجهولا، وسيختارون التعقيدات والصعوبات في العمل مع المجتمع الدولي، ووضع البلاد في موقف صعب للغاية".

مصر خارج القوى المؤثرة

أما السفيرة الأميركية في عمان أليس ويلز، في محاضرة لها بجمعية الشؤون الدولية حول مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني، “لا أحد يريد تكرار سيناريو ليبيا في بلد حدودي مع الأردن” في إشارة إلى سوريا، موضحة أن الأزمة في ليبيا جرّت البلاد إلى انهيار مؤسسات الدولة والفوضى العارمة.
وحول لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو امس، قالت ويلز إن الاجتماع “يؤكد أن أميركا وروسيا مستعدتان للانخراط والتعاون في مصالح استراتيجية في المنطقة، عند النظر إلى حلول اقليمية”، مضيفة أن الدور القوى لكل من روسيا وتركيا والسعودية وايران مهم للغاية،  لأن أيا من هذه الدول، قد يفسد الاستقرار”، معتبرة أن الحوار الاستراتيجي على مستوى عالمي “مهم جدا”.
وبانتهاء حديث ويلز عن القوى الإقليمية المهمة والفاعلة، فإنه يبدو مشروعا التساؤل عن إهمال ذكر مصر كقوة إقليمية مؤثرة..  باعتبار هذا الإهمال قد يحمل دلالته سياسية ما، بالنظر ربما إلى انشغال مصر بسياساتها الداخلية المثقلة بالهموم والحرب على الإرهاب في سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى