العالمخاص 218

السبسي يرحل تاركا “أثر بورقيبة”.. و”انتهازية التشدد”

218|خاص

طوى الموت اليوم الخميس “حياة ومسيرة” الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي تمكن من إدارة تونس في ظل ظرف سياسي دقيق بعد ثورة عام 2011، إذ تولى رئاسة تونس منذ عام 2014 بعد تجربة قصيرة برئاسة الحكومة بعد الثورة حين استدعته شخصيات سياسية تونسية للإسهام في إدارة مرحلة سياسية عصيبة في السنوات الثلاث التي تلت ثورة عام 2011، قبل أن يقرر تشكيل حزب “نداء تونس” وخوض الانتخابات البرلمانية والتونسية حاصدا موقع الرئاسة الأولى.

وفي حقبة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عمل السبسي بقوة وبشكل لصيق لسنوات طويلة كشخصية سياسية مؤثرة ونافذة لسنوات عدة إلى جوار بورقيبة، لكن قربه من بورقيبة كان يتعرض لموجات من الصعود والهبوط، لكنه كان إلى جوار بورقيبة وهو يتخذ قرارات مهمة ومؤثرة اصطدم بها بالتيارات الدينية المتشددة في تونس، حينما ألغى مسائل منصوص عليها دينيا في قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة التي كانت تعيش أسوأ أحوالها في دول مجاورة لتونس في تلك الحقبة.

واستمرت تونس منذ ذلك الحين في التصدي للتيارات الدينية المتشددة في تونس التي حاولت إعادة تونس إلى حقب التشدد والتكفير، لكن التونسيين وقفوا إلى جانب الحداثة والانتقال إلى المستقبل، فيما استمر بورقيبة والسبسي “ورشة التحديث” لقوانين البلاد، وانتشالها من حلقات الظلام، التي كانت سائدة على أيدي تيارات دينية في دول مجاورة، إذ اعتبرت تحديثات بورقيبة والسبسي “فجرا لتونس منذ عقود.

وحينما عاد السبسي إلى رئاسة الحكومة ثم إلى رئاسة الجمهورية بعد عام 2011 لم يحد السبسي عن “إرث بورقيبة”، ومارس ذات التصدي لـ”تيارات إسلامية انتهازية” وهو التصدي الذي نجح بتحجيم التيارات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمين، ودفعها إلى “شراكة سياسية” تجرعت مرها طيلة السنوات الخمس الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى