مقالات مختارة

الزلزال الأميركي

سالم الهمالي

الساسة التشريعيين والتنفيذيين يعيشون حالة من الاضطراب والتوتر، بعد ان أبلغتهم أجهزتهم المخابراتية أن وزير الأمن القومي الأمريكي كانت له اتصالات مع سفير روسيا ( قبل) اعتلائه المنصب الوزاري، وبدون ان يفصح عن ذلك في جلسات الاستماع في الكنجرس قبل تزكيته ؟!
بناء على ذلك لم يجد الرئيس الامريكي دونالد ترامب الغضنفر إلا ان يقيله من منصبه. إلا أن ذلك لا يبدو نهاية للكارثة التي تهز واشنطن، بعد ان اتضح ان النائب العام الامريكي كان ايضا يقوم باتصالات بسفير الدولة الروسية قبل توليه منصبه، وكذلك مرة أخرى بدون الإفصاح عن ذلك خلال جلسات الاستماع.
أمريكا ذات الثلاثمئة مليون مواطن، وصاحبة القوة الأعظم في سكان المعمورة، تجد غضاضة وحرج في اتصال مواطنيها بالسفراء الأجانب، بدون ان تمر تلك اللقاءات باجهزة استخباراتها ؟! وتعتقد انها القوة الأعظم في العالم !!
تعالي يا أمريكا وانظري الى الشعب الليبي الذي تحرر من ( كل شيء)، وتعلمي:
١- ان السفراء الأجانب احرار وطلقاء، يسرحون ويمرحون في البلاد، ياكلون البريوش، ويرفسون البازين، ويرقصون الكسكا، فأين ما اتجهوا وجدوا ( زنابيل) يرقصون ويطبلون لهم، ويعطونهم كل ما يطلبونه، مقابل عين الرضى، وقليلا من الرشا.
٢- ان السفراء الأجانب لا توصد امامهم أبواب الرئاسة، ولا الوزارة، ولا المدن ولا القبائل، ولا الأقاليم، ولا حتى دار الافتاء !! فهم العارفون بالدِّين والمذاهب والاقتصاد والاعراق في ليبيا.
٣- ان السفراء الأجانب، هم من يجر عمداء البلديات الى خارج ليبيا، وأغلبهم لا يعرف الفصحى ولا حتى الرميكي فما بالك بالرطانة الرومية، ليعلموهم كيف يعملون بطريقة سلسة.
٤- ان السفراء الأجانب، هم الذين عندهم ( الحل والربط)، وهم وحدهم أهل ( الحل والعقد)، يأمرون فيطاعون، والجميع لهم خادمون.
٥- ان السفراء الأجانب يدخلون البيوت من ابوابها، ويغنون مع ( الحمصه)، ويندلفون الى قعر الحوش، والجميع من حولهم مغمض العينين، وفِي حالة من الانتشاء والحبور .
٦- ان الشعب الليبي اصبح لا يعتد بما يقوله له ساسته، ولكنه كاسر أوذانه لكل صغيرة او كبيرة يتفوه بها سفير هذه الدولة او تلك او حتى ( تويتايه)، فعندهم ( الخبر اليقين).
عيب يا أمريكا وانت الدولة القوية، ولا تستطيعي ان تفسحي المجال للسفراء الأجانب ان يرفسوا عليك !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن صفحته الشخصية- فيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى