العالم

“الربيع العربي الثاني”.. “اقتصاد موازي” للفقراء

218TV|خاص

في الثورات يدفع الفقراء الثمن على “المدى البعيد”، لكنهم يُشكّلون “اقتصادا موازياً” أثناء الثورات عبر “مهن صغيرة” ينقلونها إلى الساحات والميادين الثائرة لـ”كسب لقمة العيش”، وهو اقتصاد سرعان ما يتهدد بـ”التوقف القسري” ما إن يعود الثوار إلى منازلهم حال انتهاء مفعول الثورة، سواء كانت هذه النهاية سلبية أو إيجابية، فـ”اقتصاد الفقراء” يزدهر، لكن فرحتهم لا تدوم، فيعودون إلى “دوّامة الفقر” لتطحنهم، فيما لا تُنْصِت الثورات غالباً لـ”صوت الفقراء”، فيعود الفقراء ليكونوا محركاً لثورات لا يستفيدون منها إلا وقتياً فقط.

في العراق، ثم لبنان أصبح أصحاب المهن الصغيرة “وجوه يومية” يراها الثوار والمنتفضين، فهم يبيعون الحلويات الشعبية، وبعض المشغولات اليدوية مثل بيع الأعلام، أو تخطيط اليافطات التي تحمل رسائل سياسية، فيما تزدهر تجارة “طعام الأرصفة”، وهو تلك الساندويشات والمأكولات الخفيفة التي تُعدّ في الشارع على عجل ليتناولها الثوار الذين يشعرون بالجوع، ولا سبيل لعودتهم إلى منازلهم، فيما تزدهر أيضا تجارة الحلاقة، فـ”هندام الثورة” يبدو ضروريا، خصوصا للمنتفضين الذين يحرصون على التقاط “صور السيلفي” التذكارية، ربما ليقولوا للأبناء والأحفاد ذات يوم كيف أسقطوا أنظمة قاسية بدت كما لو أنها خالدة.

كل “صاحب حرفة” يندفع إلى الميادين لـ”يغني على ليلاه”، فهي “أيام معدودة” يحاولون فيها “سد رمق جوعهم ومعاناتهم”، التي لا يلتفت إليها منظرو الاقتصاد، والمتحدثين عنه ليل نهار من المسؤولين والوزراء، فـ”اقتصاد الفقراء” لا يخضع لا لرقابة ولا ضرائب، ولا لتفتيش للتأكد من “جودة الخدمة”، فكل ما يفعلونه غالبا أن بضاعتهم تحظى بـ”ختم الثورة”، وهذا كاف لأن يُظهِروا “اقتصادا موازيا” يقول كلمته ويفرض نفسه في اللحظات التي تولد بها الثورات، وتموت مع نتائج الثورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى