حياة

الذكرى 11 لوفاة أسطورة المرسكاوي أحميدة بونقطة

وُلد محمد قصيبات المعروف باسم أحميدة بونقطة في 25 يونيو 1965 وسط البلاد، وبالتحديد منطقة خريبيش شارع بن عمران في بنغازي. وكانت بداية مشواره الفني من مراحل الصبا والتي دأب فيها على الحضور والمشاركة في حفلات عمالقة الفن الشعبي، مثل عبدالجليل عبدالقادر وجمال عاشور وعلي الجهاني وغيرهم الكثيرون، وآمن بموهبة نجوم تلك المرحلة، فالشاب اليافع الذي أقبل على الحياة بحب العزف والتلحين والغناء لم يكن يدرك حينها أن اسمه سيُخلّد في ذاكرة الليبيين كأحد أهم نجوم فن المرسكاوي.

استطاع بونقطة بعد فترة من اقتحامه للمجال الفني أن يملك قلوب محبيه، فأصبحت أغانيه الأكثر استماعاً في السهاري والسيارات وفي البيوت الليبية أثناء فترة كان فيها لشريط الكاسيت الكلمة الأقوى، فمن يبيع أكثر هو النجم والمكسب لمحلات ومراكز البيع، فكانت أشرطة بونقطة تكتسح الشارع وحُب الشباب، ما زاد من قاعدته الشعبية فتصدر قائمة الجيل الثاني من فناني المرسكاوي.

أغانٍ ما تزال في الذاكرة

يحتوي أرشيف المكتبة الموسيقية للراحل أحميدة بونقطة العديد من الأعمال الراسخة في الذاكرة، التي لم يستطع الزمن محوها من الذاكرة. ومن أكثر الأغاني التي ما يزال المستمع والمحب لفن المرسكاوي يرددها إلى اليوم لـبونقطة:

نجيكم ومُش عارف عليش نجيكم؟

نمشي ونا مزال شوقي فيكم

من دونهن شالت العقل معاها.

جي تشي فاتشي يادراقة.. حلو البحر الاسود علي ماضاقة

يا قلب أنا وياك كيف انديرو

دللتني وخليت عقلي شاقي بعد المحبة كيف طقت افراقي

انريد انعومة نويته بحر صوبك

قارع بونقطة أسماء كبيرة بفنه وجمال ألحانه، فهو من صنع لنفسه خطاً ولوناً مختلفاً في المرسكاوي ما يزال فنانو الأغنية الشعبية يعتبرونه مرجعاً مهماً، والدليل أن جل الحفلات الفنية والمناسبات الاجتماعية تعزف ألحانه وتردد كلمات أغانيه رغم غيابه، وهذا ما جعل الأجيال تطلق عليه لقب الزعيم والعملاق وأسطورة المرسكاوي، ألقاب كثيرة يستحقها دون شك الراحل الكبير محمد قصيبات الغائب الحاضر.

رحل أحميدة بونقطة مبكراً بسبب مرض عضال، إلا أن الموت لم يغيبه وجدانياً فهو باقٍ في قلوب محبيه الذين يتذكرونه على الصعيد الشخصي والإنساني بعفويته وطيبة أخلاقه، وسيكون باقياً دائماً بأعماله وصوته العذب لتتذكره الأجيال التي أحبته والتي ستأتي لتحب فنه في السنوات القادمة كما أحبابه السابقون، فالمبدعون باقون بإبداعاتهم ما بقي هذا الكون.

زر الذهاب إلى الأعلى