اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

الدولة لا تصحح أخطاءها

عمر أبو القاسم الككلي

في السنتين الخامسة والسادسة، بالذات، من التعليم الابتدائي، كنت متفوقا في الدراسة بشكل لا يقبل التهوين أو الطعن. كنت أدرس بمدرسة “قوز زناتة الابتدائية” وكنت مثار إعجاب وتقدير الجميع، تلاميذ وتلميذات ومدرسين، وحتى الإدارة.

في السنة السادسة كان معولا عليَّ في أن أحظى بترتيب ما ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة الليبية حينها. لم يكن ثمة شك، عندي وعند زملائي ومدرسَيَّ وإدارة المدرسة، في أنني أهل “ليوم كريهة وسداد ثغر”* وأنني سأرفع من شأن المدرسة بوقوفي في صف العشرة الأول، وإدخالها في سجل المدارس التي تخرج النوابغ.

الأستاذ يوسف الكرداسي، أستاذ اللغة العربية والدين، قال أنه سيمنحني عشرين جنيها هدية منه ومكافأة لي لو وافقت النتيجة التوقعات. ولعل هذا المبلغ يمثل كل راتبه أو معظمه، فنحن نتحدث عن سنة 1967. ثم استدرك فقال إنه سيدفع عشرين جنيها لو كنت الفائز الوحيد من المدرسة، أما إذا كنا أكثر من شخص فسنتقاسمها حسب عددنا، إذ إنني لم أكن المتفوق الوحيد، وإنما كنت المتفوق الأبرز.

عندما أعلنت النتائج، بعد حرقة الانتظار، كانت المفاجأة مبهظة. لم يظهر اسمي ضمن العشرة الأوائل، بل ظهر اسم زميل آخر في الترتيب التاسع.

حين أرسلت كشوف الدرجات إلى المدرسة، راجع الأستاذ يوسف كشف درجاتي، فاكتشف أنه حدث خطأ في جمع الدرجات، وكان ينبغي أن أكون أنا صاحب الترتيب التاسع.

تكلف الأستاذ يوسف عناء مراجعة الأمر مع الجهة المعنية في وزارة التعليم مطالبا بتعديل النتيجة. إلا أنهم أجابوه بأن النتائج قد دخلت السجلات، واعتمدت من أعلى الجهات المعنية، وأذيعت ونشرت، وبذا أصبح من غير الممكن تعديلها. وعليه حرمت من دخول سجل الأوائل، ولو مرة في حياتي.

الجميل في الأمر أن الأستاذ يوسف تعامل مع الواقع الصلب المباشر، وليس مع صورته المنقولة في السجلات، فأوفى بوعده وأرسل إليَّ الجنيهات العشرة مع زميلي الفائز.

* البيت كاملا: أضاعوني وأي فتى أضاعوا… ليوم كريهة وسداد ثغر

وقائله عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، ويلقب بالعرجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى