أخبار ليبيااهم الاخبار

“الخيبة البريطانية” تتكرر.. من “كاميرون” إلى “ميليت” (2-2)

218TV|خاص

أحلام المهدي

وتمادى التقرير أيضًا في وصفه “كاميرون” بأنه المسؤول عن الفشل في تطوير “استراتيجية صحيحة” حول ليبيا، ما أدى إلى عواقب وخيمة ظهرت على شكل فشل سياسي واقتصادي، واندلاع الاشتباكات المتقطّعة بين الجماعات المسلحة وانتشار الاعتداءات المختلفة على حقوق الإنسان، وقال التقرير أيضًا إن سياسات بريطانيا حيال ليبيا انحرفت نحو إجراء تغيير في النظام السياسي الليبي، بعد أن كان هدفها الأول حماية المدنيين.

ولتسليط الضوء على الدور البريطاني في ليبيا أكثر يعود إلى الذاكرة الحديث عن وجود قوات بريطانية على الأرض الليبية والذي تدعمه مطالبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطانى الحكومة بتقديم توضيحات بشأن وجود هذه القوات، وذلك بعد أن نشرت الصحافة البريطانية روايات شهود عيان عن تقديم قوات بريطانية خاصة المساعدة لمسلحين ليبيين في وقف تقدم مسلحي “داعش”.

حتى أن بعض التقارير وقتها أشارت إلى أن القوات الخاصة البريطانية أطلقت صواريخ لإحباط هجوم انتحاري للتنظيم الإرهابي باستخدام شاحنة ملغومة قرب مصراتة، غير أن الحكومة البريطانية نفت ذلك بشدة، فيما تمتنع وزارة الدفاع البريطانية عن التعليق على شؤون القوات الخاصة، رغم أسئلة الصحافة وتلميحاتها، إذ كانت صحيفة تايمز البريطانية قالت في وقت ما إن القوات الجوية البريطانية الخاصة موجودة بالفعل في ليبيا؛ لأن بريطانيا تبنّت منذ البداية الحل العسكري فاتجهت إلى غرب البلاد لتدعم المسلحين هناك وتساعدهم في الإطاحة بنظام العقيد، فيما تبنّت فرنسا الشرق الليبي واعتبرته مفتاح الحل.

وبعد بروكسل وأثينا ونيقوسيا وعمّان والدوحة، يستقر المقام ب”ميليت” في ليبيا قبل سنتين، ليغادرها اليوم دون أن يتغير شيءٌ على كل الأصعدة، وبعد أن جاء متفائلا إلى طرابلس، يغادرها دون حتى أن يقيم في سفارة بلاده في العاصمة الليبية طرابلس التي غادرتها البعثة الدبلوماسية للمملكة المتحدة فور سيطرة قوات فجر ليبيا عليها، فهل هذه الخطوة تُنبئ فقط بظاهرها، أو أن ما تحجبه أكبر منها، وهل رحيل مينيت خطوة دبلوماسية روتينية وعادية أو أنه إيذانٌ بتغير كبير في السياسة البريطانية تجاه الملف الليبي، ومهما كانت الإجابة فللبريطانيين مشاكلهم ولليبيين مشاكلهم، ولا يجب أن ننتظر الكثير من أحد، فلا يحكّ جلدك غير ظفرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى