أخبار ليبيااهم الاخبار

“الخليج” الإماراتية: دول تبحث عن “حصتها الأكبر” من نفط ليبيا

قالت صحيفة “الخليج” الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الأحد إنه “كلما لاح بريق أمل بإنقاذ ليبيا من مأساتها سرعان ما ينطفئ، وكأنه كتب على هذا البلد العربي، كما غيره أن يعيش مأساة متواصلة.
وأضافت الصحيفة: لم يكف ليبيا أن الدول الغربية التي تدعي أنها تبحث عن حل سياسي، وتزعم أنها مستعدة لمحاربة الإرهاب، هي نفسها الدول التي عمدت إلى تدميرها وتفكيكها وتركها نهباً للصراعات، وسلمتها للميليشيات والقبائل والجماعات الإرهابية تتقاتل على الغنائم وفتات السلطة، وتستبيح كل ما له علاقة بالدولة والنظام.
وتابعت افتتاحية الصحيفة الإماراتية تقول: نتذكر كيف أن هذه الدول ومن خلال حلف الأطلسي – وبطلب عربي مع الأسف – عمدت إلى شن حرب ضروس بزعم التخلص من نظام استبدادي دكتاتوري، وإقامة نظام ديمقراطي بديل، ونتذكر كيف أنها تركت ليبيا على قارعة الطريق تغرق بالدم بعدما سلمتها إلى كل الخارجين على القانون.
وتمضي الصحيفة الإماراتية إلى القول: هكذا فعلت الولايات المتحدة في العراق عندما قامت بغزوه واحتلاله خارج الشرعية الدولية تحت ذرائع كاذبة حول أسلحة الدمار الشامل. وبعد افتضاح هذا التلفيق ادعت الإدارة الأمريكية أنها أرادت التخلص من الديكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي، فإذا بالعراق يتحول إلى بؤرة للإرهاب الذي امتد واتسع خطره وبات يهدد العالم، وإلى بلد تعصف به الصراعات الطائفية والإثنية والمذهبية بعدما تم وضعه رهينة نظام محاصصة طائفية بغيض قضى على وحدة هذا البلد، وفكك عرى وحدته الوطنية وأضعف من انتمائه العربي.
وتتابع الصحيفة: في ليبيا يدور صراع بين الدول الغربية حول وسائل إخراجها من محنتها، كما تزعم هذه الدول. لكن الحقيقة غير ذلك، إنه صراع على ليبيا وثرواتها النفطية، ومن تكون له الحصة الأكبر في هذه الثروات. لذلك فإن التدخل بات مكشوفاً من خلال تحالفات مع هذا الطرف الليبي أو ذاك، ومع هذه الميليشيا أو تلك. بل إن بعض الدول لا تتوانى عن دعم جماعات إرهابية أو سلفية متطرفة بالمال والسلاح انطلاقاً من تماثل فكري أو عقيدي مع هذه الميليشيات، وتسعى لتخريب أي جهد عربي حقيقي لإخراج ليبيا من محنتها..هناك جهود عربية من جانب الدول المجاورة التي تعيش هاجس المأساة الليبية ومخاوف الإرهاب الذي يعشش فيها وينتقل كالوباء إليها وإلى دول أخرى.
وتقول الصحيفة: المساعي جادة، خصوصاً من جانب مصر وتونس والجزائر والمغرب، حيث تعقد اجتماعات على مختلف المستويات بين قادة هذه الدول، وتستضيف عواصمها لقاءات لجماعات ليبية مختلفة في محاولة للتوصل إلى حلول سياسية قادرة على الصمود وتلبي تطلعات الشعب الليبي الذي ينتظر الخلاص بعدما أرهقته الصراعات والمعارك التي لا ناقة له فيها ولا جمل.
وتضيف الصحيفة: فلترفع الدول الغربية أيديها عن ليبيا وتترك الشعب الليبي يحل مشاكله بنفسه بالتعاون مع الدول العربية المجاورة، فهي الأدرى والأعرف بشعاب مكة، كما يقال.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها: لقد أثبتت الوقائع أن الدول العربية كانت باستمرار في بؤرة الأطماع والمصالح الغربية، وكل ما أصاب أمتنا من مصائب على مدى عقود كان بسبب التدخل الغربي والمؤامرات التي حاكها ضدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة “الخليج” الإماراتية- افتتاحية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى