كتَـــــاب الموقع

الحوار بعين المجتمع

المجتمع يريد إرجاع قوت أبناءه من جيوب الفاسدين

تامر الهدار

في هذا المقال نحاول تسليط الضوء حول الفروقات في رؤية الحوار من منظور المجتمع ومنظور السلطة، فالمجتمع هو المواطن العادي الذي تقاسم مع أخيه وجع الحرب والأزمات، هو من يعاني نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وارتفاع صرف الدولار وأزمة وقود “النافتة” وتردي خدمات البنية التحتية وتفشي الفساد بشكل مخيف، المجتمع يبحث عن حل لإنهاء كل ذلك ولا حل لإنهاء ذلك إلا بحوار يناقش الأسس البنيوية للمؤسسات ووضع معايير صارمة لتقلد المناصب السيادية وسبل تقييد الإستفراد بها وتسخيرها لمصالح شخصية أو شللية، حوار يناقش سبل تقوية الأجهزة الرقابية والضبطية والقضائية وإستقلاليتها في مواجهة غول الفساد والنفعية، الحوار يجب أن يناقش كافة الأمور المتعلقة بانتخابات شاملة تعيد ضبط بوصلة الوطن والامل في بناء الدولة، حوار يفكك كل العراقيل ويضع خطة واضحة لإنجاح الإنتخابات القادمة وتحديد موعد قريب لها.

الحوار بعين المجتمع هو حوار فني لا حوار نفوذ وتقاسم السلطة بين أصحاب السلطة، حوار تقاسم النفوذ “وعطيني ونعطيك وهذي ليا وهذي ليك أصبح بكل وقاحة وعلى عينك يا تاجر “كما يقول المثل الشعبي، دلالة على ثقة السلطة أن المجتمع عيونه قد عميت أو أن أيديهم قد شلتها كثر الأزمات، المجتمع يريد إرجاع قوت أبناءه من جيوب الفاسدين ومعاقبة تجار الأزمات.

بعثة الأمم المتحدة الداعمة في ليبيا يجب أن لا تجازف بالليبين في مغامرة أخرى كاتفاق الصخيرات، وألا تزيد من معاناة الليبيين في إعادة إحياء السلطة المنتهية، على بعثة الأمم المتحدة أن تراجع ثوابتها ومعايير الشفافية في عملها، وتضع أسس الحوار كما يراها المجتمع لا كما يراه أصحاب السلطة.

زر الذهاب إلى الأعلى