اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

الحلم بالثعابين

عمر أبو القاسم الككلي

لست أدري إلى أي مدى تتواتر الأحلام المزعجة والكوابيس في نوم الآخرين. إلا أن توبي ناثان، الأستاذ الفخري في علم النفس السريري والمرضي في جامعة باريس الثامنة ومؤسس مركز الطب النفسي الإثنولوجي جورج ديفرو، يفيدنا أنه “وفقا لتصور علماء مبحث الأعصاب، فإن أغلب الأحلام التي نعيشها هي أحلام غير سارة وناقلة للقلق”*.

بالنسبة إليَّ يعج نومي بمزعج الأحلام ومخيف الكوابيس.كوابيس تجعلني أصرخ في نومي  أحيانا وأزعج النائمين قريبا مني.

وهنا أريد أن أفتح قوسا لأتكلم عن الطريقة المثلى لإيقاظ شخص يمر بحالة كابوس. ينبغي عدم المبادرة إلى لمس الشخص الذي يعاني كابوسا وهز جسده بقوة لتخليصه من الكابوس وإيقاظه. لأن ذلك ينضم إلى مكونات الكابوس ويزيده حدة. بل تنبغي مناداته باسمه بصوت مرتفع وبنبرة فيها قدر من الارتياح. لأن سماعه ينادى عليه باسمه على هذا النحو يلطف من حدة الكابوس ويحقنه بقدر من الإحساس بالنجدة والدعم. بعد ذلك يلمسويهز جسده هزا خفيفا مع الاستمرار في مناداته باسمه إلى أن يفيق.

الأحلام المبهجة، أو على الأقل المريحة، نادرة في نومي الذي يتجه شيئا فشيئا إلى أن يصبح متقطعا وخفيفا.

إذا كانت الأحلام السارة تعبر عن المأمول غير المتحقق في الواقع، فإن الكوابيس (إذا ما استثنينا تلك الناتجة عن نوبات المرض، مثل الحمى) تعبير عن المخاوف من أن يكون واقعنا أسوأ مما هو عليه.

للكوابيس صور عدة ومحتويات مختلفة. كان يتكرر لدي كابوس الحلم بالثعابين!. تظهر الثعابين في أحلامي وتكون قريبة جدا مني، فأمتليء رعبا وأنخرط في الصراخ مستغيثا.

لست أدري كيف قررت مرة في الحلم ألا أهرب من الثعبان وألا أصرخ. بل ينبغي أن أهاجمه. لم تكن في الأمر شجاعة. كانت العملية أقرب إلى اندفاعة اليائس. أن تموت في مواجهة أفضل من أن تموت وأنت في حالة هروب. لكن حدث أني تغلبت على الثعبان وقتلته. وبالتالي تم تفكيك شحنة الكابوس.

تكررت الحالة بضع مرات.

ثم كفت الثعابين عن زيارتي في نومي.

 

* الدوحة. ع 117 يوليو 2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى