العالم

الحريري يتخذ خطوة في طريق تحقيق مطالب المحتجين

أعلن رئيس الوزراء اللبناني أمس الثلاثاء استقالة حكومته في خطوة مفاجئة تلبي أحد مطالب الجماهير الغاضبة، لكنها قد تدخل البلد في فوضى نتيجة امتناع بعض الأطراف عن التجاوب مع الاحتجاجات الشعبية في محاربة الفساد وتغيير الوجوه السياسية الحاكمة.

وقد تدفع استقالة الحريري لبنان إلى دائرة لا يمكن التكهن بنتائجها، وأعلن الحريري خلال كلمته المقتضبة أنه وصل إلى “طريق مسدود” في محاولة حل الأزمة الناجمة عن احتجاجات ضخمة ضد الطبقة الحاكمة أغرقت البلاد في الاضطرابات؛ ما يشير إلى تصاعد التوترات السياسية التي قد تعقد تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية.

وتشكل استقالة الحريري تحديا لحزب الله المدعوم من إيران والذي كان يريد بقاءه لأنه يشكل النقطة المحورية للمساعدات الغربية والخارجية للبنان، وقد هاجمت مجموعة من أنصار الحزب وحركة أمل الشيعية اعتصاما للمتظاهرين المناهضين للحكومة في ساحة وسط بيروت، في أخطر نزاع في شوارع بيروت منذ عام 2008 حين سيطر مقاتلو حزب الله على العاصمة في نزاع مسلح قصير الأمد مع أنصار الحريري.

وقال مصدر بالرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون يدرس خطاب الاستقالة، وإنه لن يطلب من الحكومة الاستمرار في إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة، وسيجري عون استشارات مع النواب للوقوف على آرائهم ومعرفة الشخصية التي سيختارونها لتولي تشكيل الحكومة.

من جهتها دعت إيران إلى الوحدة والتعاطف بين جميع الطوائف والأحزاب السياسية في لبنان من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق المطالب المشروعة للشعب.

وحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الزعماء السياسيين في لبنان على المساعدة في تشكيل حكومة جديدة تلبي احتياجات شعبها، في وقت دعت قيادة الجيش اللبناني المحتجين اليوم إلى فتح الطرق المقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى