مقالات مختارة

الجنوب ليس مهمشًا

 

علي العربي الهوني

الجنوب ليس مهمشاً لا من أهل الشمال ولا “كرنكاطي”، نحن من همشنا أنفسنا وبالتالي طُبق علينا التهميش، الجنوب لو تحدثنا بلغة الأقاليم، فسنجده أغني إقليم في ليبيا ، بالماء والغذاء والبترول والغاز والسياحة ولكن نحن من تجزء وتشرذم وقسمنا أنفسنا قبائل ومناطق ينقص كل واحدة منها علم ونشيد.

نعم

نحن من أجرنا المساكن القديمة للأفارقة حتي أصبحوا “مرتزقة” قبل أن يفتحوا تلك البيوت “كرخانات للدعارة على عينك يا تاجر”، أولادنا من يمتشقون التندرات ويهربون الأفارقة عبر الطرق الصحراوية، أبناء الجنوب هم من سرق النحاس من مشروع اللود شمالاً إلي مشروع تهالا في أقصي الجنوب.

أخذنا حصتنا وافية مستوفية من وكلاء ووزراء وبرلمانيين، ووصلنا إلي أن تقلد أحدهم رئيس وزراء، وكانت أكبر فرصة مرت على ليبيا منذ نشأتها بـ 77مليار وكانت الفرصة لنا وللأسف نحن من ضيعناها.

أبناء الجنوب هم من باعوا سيارات الإسعاف المبتعثة للجنوب، وباعوها في الطريق وهي ذاهبة إلي خدمة أهلهم والتي خرجت من جهاز الإسعاف التابع للدولة الليبية حتى يتم الإسعاف والنقل مجاني.

أبناء الجنوب هم من باع الأسلحة للمرتزقة وجنّدهم، وأوصل الأسلحة إلي خارج البلاد عبر الصحراء، بعد أن أفرغ “الدشم” من النحاس.. عندما يقول لك أن 94 بئر يغذي طرابلس والشمال من منظومة النهر خُرّبت عنوة، ومن خربها يعرفهم أهل الجنوب، هم أبناؤنا “من بابها واركابها”

لماذا؟

من حطم منظومة الصرف الصحي سبها، هم أبناء سبها أخذهم الحقد القبلي إلى عمل “غبي” ليس له علاقة حتى بالثأر من العدو إذا “ماحسبناها حسبة الصياع حاشاكم”.

أبناء الجنوب هم من يبيعون للأفارقة والمغتربيين ورقة الشهادة الصحية وهي التي تشهد له بأنه خالي من الإيدز والأمراض المعدية، بعد أن باعوا له رقم وطني مزور.

أبناء الجنوب وليس كلهم فليس من الإنصاف الإجماع ففي الجنوب الشرفاء أكثر من هؤلاء “الشرذمة”، ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

أبناء الجنوب هم من يوصلون المخدرات إلى العاصمة بل إلى ليبيا عبر مثلث “السلفادور الرابط بين الجزائر ومرزق”.. أبناء الجنوب هم من يبيعون أملاكهم ومزارعهم بدراهم معدودة، ليشتري أرض في وادي الربيع.. ستقول لي لأن الخدمات غير موجودة .. كيف غير موجودة

“اللي ما ايعيط ما ايرضعوه”، عندك وكلاء ووزراء طالب بعزلهم وتنحيتهم حتى يعرف الذي سيأتي بعده أن مصيره مثله إذ همش بلاده

أنا لم أقل هذا الكلام كوني راضياً على إعطاء المليار، لأنني موقن تماماً إذا وصل المليار فسيبتلعه “الأشرار” وأرجو أن لا أكون قد زعّلت أحد من شباب حراك غضب فزان.

تحياتي.

المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

 علي العربي الهوني
علي العربي الهوني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى