أخبار ليبيااهم الاخبار

“الجنتلمان المُسْتمِع” يُقلّب “الحصاد الليبي المُرّ” لكوبلر

218TV.netخاص

عبر طائرة بيضاء اللون تسلل منها المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا الألماني مارتن كوبلر، و بـ”أناقة باريسية” لا تُخْطئها العين، إضافة إلى “تهذيب بالغ” في الجلوس أمام الساسة الليبيين، إذ ظهر مُسْتمِعا أكثر مما ظهر مُتحدّثا فقد بدأ المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة “مهمته شبه المستحيلة” في ليبيا عبر “لقاءات مجاملة تمهيدية”، فيما قد تبدو المهمة المستعجلة لسلامة هي “ترميم” طريقة كوبلر التي سقطت مبكرا في حقل الألغام الليبي.
في الصور المُتداولة لوصول سلامة إلى مقرات الساسة الليبيين، لم يضع سلامة رِجْلا على رِجْل، أسوة بما فعله ساسة ليبيون، فعادة وضع “الرِجْل على الرِجْل” هي “قاعدة باريسية ثابتة”، وهو ما يعني على صعيد الإشارات أن البيئة العربية عامة والليبية خاصة تسكن عقل وذهن سلامة، وأن “الثقافة الفرنسية” التي واظب سلامة عليها ونهل منها لعقود طويلة لم تُغيّر الرجل الذي ظل وفيا ل”حواجب كثة”، و “لمسة عميقة” من الأناقة، كما لم يُبالغ في “توزيع الأحضان العميقة” على الساسة الليبيين، بل حافظ على مسافة واحدة من الجميع الذين التقاهم، وهو ما يعني أنه لا يعتمد قاعدة “الاندفاع في تكوين الانطباع”.
لا “سياسة” في لقاءات سلامة – الساسة، فهذا الأمر ثابت تماما، ف”الرجل الباريسي” يريد الاستماع أكبر قدر ممكن، قبل أن يبدأ مهمة الكلام والنقاش والإقناع، فيما يُلاحظ أن سلامة يريد أن يُشْرِك الإعلام والإعلاميين بأكبر قدر ممكن من التفاصيل التي يُسْمح بـ”تسييلها” عن حقل الأشواك الليبي، وسط قناعة داخل ليبيا وخارجها أن سلامة نفسه “مُقْتنع” أن أول ستة أشهر من مهمته لن يكون فيها “قفزات كبيرة”، وأن أكثر ما يريد سلامة تحاشيه في المرحلة الراهنة هو “المفخخات والمفاجآت وصوت الرصاص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى