أخبار ليبيااهم الاخبار

الجارح: “السراج وباشاغا” في صراع على السلطة

قال الكاتب والباحث السياسي، محمد الجارح، إن التحركات الحالية تشير إلى أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق”، فايز السراج؛ يريد الاستمرار في منصبه.

وخلال ظهور لـ”الجارح”، في برنامج “البلاد”، الذي يبث على 218NEWS؛ طالب “السراج” بالخروج للناس بشكل صريح وواضح، وأن يعلن عن رغبته في الاستمرار في السلطة، مشيرًا إلى أن “السراج”، كان قد أعلن في أكتوبر الماضي عن نيته بالاستقالة، ولكن ما يقوم به ومستشاروه ما هو إلا محاولة للتشبث بالسلطة، حسب قوله.

تقليص نفوذ “باشاغا”

وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا

وأكد “الجارح”، أن هناك صراعًا مفتوحًا على السلطة وحرب باردة ما بين المجموعات المسلحة وما بين فتحي باشاغا، الذي يمثل جزء من مدينة مصراتة والذي يحظى أيضا بدعم مجموعات مسلحة من هذه المدينة، مشيرًا إلى عودة بعض الشخصيات مؤخرًا للمشهد في طرابلس والتي كانت قد اختفت منه، مثل هيثم التاجوري الذي يعقد الآن اجتماعات ويتجول في المدينة ويحاول بناء تحالف جديد في طرابلس ليكون معارضا لفتحي باشاغا أو أي مجموعة أخرى من خارج طرابلس.

ووصف “الجارح” ما يفعله “التاجوري” الآن بـ “الرسالة الواضحة” بأن طرابلس للطرابلسيين، وقد بات ممنوعًا على أي مجموعة من خارج المدينة أن تبسط سيطرتها عليها.

وأضاف “الجارح”: في ذات الوقت؛ لا ننكر أن فتحي باشاغا يريد الوصول للسلطة، الآن نحن نسير في اتجاه تصادم مباشر سيحدث خلال الفترة القادمة ما بين “السراج” والتشكيلات المسلحة الموالية له مثل ثوار طرابلس، والردع، واغنيوة الككلي وغيرها وبين وباشاغا، كما أن قرار تبعية الردع للمجلس الرئاسي ليس بالجديد، واعتقد أن هناك قرار قديم هو (555 ) وربما هذا تعديل للقرار أو تجديد له، وبالتالي؛ فإن “الردع” في واقع الأمر تتبع لـ”الرئاسي”، ولذلك ربما تكون هناك تعديلات معينة يريد “السراج” إضافتها.

تصادم “السراج وباشاغا”

فائز السراج - فتحي باشاغا
فائز السراج – فتحي باشاغا

ويشير “الجارح”، إلى أن فتحي باشاغا ليس فقط وزيرًا للداخلية، بل هو رجل سياسي، وربما من أذكي السياسيين الموجودين في المشهد السياسي من خلال خطابه والخطوات التي يقوم بها، فهو أولاً عضو منتخب في مجلس النواب، وشارك في حوار الصخيرات، ومن ثم أصبح وزيرًا للداخلية، لأنه يمثل قوة داخل مدينة مصراتة، وهو أحد أهم قادة المجموعات المسلحة في مدينة مصراتة العام 2011، واثبت “باشاغا” انه مع خطاب الشارع الليبي عندما خرج الشباب للشارع في 23 ـ أغسطس، ودافع عن حقهم في التظاهر وبسبب ذلك حدث تصادم بينه وبين فايز السراج حسب قول الجراح.

وبالعودة إلى مؤشرات تثبيت “السراج” نفسه في السلطة؛ قال “الجارح”: “السراج” ليس فقط من خلال هذه القرارات يريد البقاء في السلطة، ولكنه يعقد صفقات من تحت الطاولة للبقاء ويتواصل مع أعضاء الحوار والتكتلات المختلفة ويقدم عروضًا كبيرة من أجل البقاء، حسب قوله.

وأضاف: لابد من معرفة أن فايز السراج وفتحي باشاغا وعقيلة صالح وحفتر شخصيات ترغب الاستمرارية في السلطة، أي أن الأمور ستبقى على ما هو عليه وستزداد سوءاً نحن أقرب لحرب عنيفة وأبعد عن انتخابات ودستور، واليوم المنافسة بين السراج وباشاغا تتمثل في أن السراج يريد البقاء في السلطة وباشاغا يريد الوصول إلى منصب رئيس الحكومة.

وبحسب “الجارح”؛ فإن “السراج وباشاغا” شخصيتان تمثلان أصل الأزمة في ليبيا.

الحل البديل

ويرى “الجارح”، أن نجاح الحوار السياسي هو الطريق الأقصر والأفضل لإحداث التغيير المطلوب وإزاحة كل الشخصيات المعرقلة والتي تصدرت المشهد السياسي الليبي منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أنهم سبب كل الأزمات، مؤكدًا أن هناك شخصيات جديدة تستطيع أن تقود المرحلة القادمة “العام ونصف العام”.

فرص نجاح لجنة الـ”75″

وبحسب “الجارح”، فإن لجنة الحوار الـ “75” باتت تواجه، اليوم، أزمة حقيقية داخلية في طريقة إدارة أمورها عند اتخاذ القرارات وفقدت القدرة على التوافق، وتفتقد القدرة والمعرفة للتعامل مع هذا الاختلاف، مما يشير إلى ذهابنا في طريق مسدود، بحسب “الجارح”.

وأشار “الجارح” إلى أن ستيفاني وليامز قدّمت من جانبها أفكار ومقترحات ربما تساعد على الحل، وتمثل ذلك في الإعلان عن وجود ثلاثة لجان مختصة وهي “اللجنة القانونية، ولجنة التوافقات، ولجنة الصياغة”، التي ستعمل وفق زمن محدد “60 يومًا”.

وختم “الجارح” بالقول إن اعتذار المبعوث الأممي الذي عُيّن، مُؤخرًا، لليبيا، نيكولاي ملادينوف، يعني الاستمرار في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حسب قوله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى