أخبار ليبياخاص 218

الثاني من مايو الليبي في 3 سنوات.. “فرحة وخضّة وحسرة”

218TV|خاص

في مصادفة زمنية لافتة واستثنائية ارتبط تاريخ الثاني من مايو في ليبيا بـ”حوادث وأحداث” مهمة جعلت منه موعدا لافتا، ففي عامي 2017 و2018 عاش الليبيون هذا التاريخ بـ”فرحة” في العام الأول، ثم “خضّة أمنية” في العام التالي، فقبل عامين تفاءل الليبيون خيرا باجتماع استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة بين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في مدينة أبوظبي الإماراتية، ورغم أن تفاصيل ذلك اللقاء حُجِبت وقت انعقاده، إلا أن “الآمال” كانت تأخذ طريقها إلى صدور الليبيين، الذين كانوا يمنّون النفس بحل سياسي ينهي عذاباتهم المريرة.

لم يمرّ عام على ذلك اللقاء وفي نفس التاريخ، إلا وقد كان لـ”أسوأ تنظيم إرهابي” عرفته البشرية موقف آخر من فرحة واستعداد الليبيين وتحضيراتهم للانتخابات، إذ قرر تنظيم داعش أن يُهاجِم في وضح النهار مقر المفوضية العليا للانتخابات التي كانت قد فرغت للتو وقتذاك من تجهيز قوائم من سجّلوا أسماءهم لدى المفوضية بهدف الانتقال إلى خطوة أخرى من التحضير لانتخابات ظل فريق كبير من الليبيين “يُشكّك” بإجرائها رغم الوعود والعهود الدولية التي ذهبت أدراج الرياح.

ورغم أن هجوم داعش لم يُخلّف وضعاً لوجستيا معيقا لقرار إجراء الانتخابات، إلا أن منصات أممية وإقليمية وليبية سألت إذا ما كان “الأمن الرخو” في العاصمة يسمح بإجراء الانتخابات، أو ما إذا كانت داعش ستقبل أن يمر “عرس الانتخابات” مرور الكرام في عاصمة تبدو اللغة الوحيدة المتداولة فيها هي “لغة السلاح”، و”الصوت العالي” للمجموعات المسلحة التي عاثت فساداً في العاصمة، فيما “اقتتلت” هذه المجموعات فيما بينها أكثر من مرة، وهو وضع عدا عن أنه ظل يُروّع نحو اثنين مليون مواطن في العاصمة، بل أنه جعل من الأمم المتحدة أن تُدْرِج أسماء اثنين من قادة المجموعات المسلحة في العاصمة على قوائم ملاحقة وتعقّب دولية.

الثاني من مايو 2019 هو تاريح حزين فلا تزال العاصمة مطوقة على يد مجموعات مسلحة تحاول منع الجيش الوطني من تحرير العاصمة التي اشتكى العالم مرارا في تقارير موثقة من “فوضى وهيمنة” السلاح فيها، إذ يمر يوم الجمعة شهر على بدء العملية العسكرية للجيش، فيما تمارس العديد من دول العالم “نفاقا وتناقضا” لافتين، فاثنين ممن وضعتهم على قوائم ملاحقة أممية هم نفسهم الذين يديرون الفوضى والقصف العشوائي في العاصمة اليوم، الثاني من مايو حمل “الفرحة” بلقاء السراج وحفتر، ثم “الخضّة” بعد عام، فيما يحل الثاني من مايو هذا العام وقد حشرت الطبقة السياسية في ليبيا كل الليبيين في “خانة الحسرة”، فيما لسان حال الليبيين اليوم يقول “اللهم ارزقنا فرحة” تُنْسينا كل “الخنب والدم” و “الغراد” الذي يتساقط على سُكان طرابلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى