أخبار ليبيااهم الاخبار

“البلاد” يُناقش ملف الحكومة الجديدة في ليبيا وأولوياتها

ناقش برنامج “البلاد” على 218 NEWS، الثلاثاء، كيف سيكون شكل الحكومة الجديدة وأبرز أولوياتها؟ ومدى قبول الأطراف الليبية بهذه الحكومة؟

مصغرة، تكنوقراط، كفاءات

أكد المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية محمد شوبار ـ طرابلس، أنه لابد من انفتاح الحكومة على جميع الأطياف السياسية وعلى كافة المدن الليبية، وقال: أيضًا لا نغفل المدة الزمنية القصيرة للعمل.

وأشار “الشوبار”، إلى الشيء الآخر إذا تم الانفتاح بهذه الطريقة قد نأخذ وقتًا طويلاً جدًا سواء في مسألة تشكيل الحكومة أو في مجال ما يتعلق باعتماد هذه الحكومة التي تواجه تحديات عدة من أهمها الانقسام الحادّ الذي يشهده مجلس النواب، وهذا يقودنا إلى مسألة أخرى وهي أن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها من قبل ملتقى الحوار السياسي، تتحدث عن أن هذه الحكومة يجب أن تكون حكومة مصغرة، حكومة تكنوقراط، وحكومة كفاءات للمضي سريعًا في إنهاء كافة المختنقات، وأعتقد كلما وسّعنا نطاق الدائرة؛ لن نستطيع الوصول إلى أي حلول.

وأضاف المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية: الشيء الأكثر أهمية لو تحدثنا عن البيانات الكثيرة التي أطلقها عديد الشخصيات، مثلا بيان السفير الأمريكي في طرابلس الذي حثّ على تشكيل الحكومة وفق النص المنصوص عليه في ملتقى الحوار السياسي وهو يتحدث عن حكومة مصغرة وذات كفاءة، وفي المقابل مجلس الأمن حثّ على الخطوات نفسها، وأيضًا على وجب تنفيذ خارطة الطريق فيما يتعلق بمسألة اتفاق جنيف الذي تم الاتفاق عليه من قبل اللجنة العسكرية.

الدعم الأمريكي

وطرح “البلاد” سؤالا على “الشوبار”، إذن.. المطلوب حكومة مصغرة، وتكنوقراط، وكفاءات. وفي نفس الوقت حكومة محاصصة. كيف سيتم تشكيلها؟ فيُجيب: الحقيقة مسألة المحاصصة في حكومة مداها الزمني قصير حوالي عشرة أشهر، سيكون ذلك من الصعب جدا القيام بكل هذه المهام والتمهيد للانتخابات المقبلة.

حكومة المحاصصة لا يمكن أن تكون حكومة تكنوقراط ومصغرة وكفاءات وبالتالي إذا نجحت الحكومة في تشكيل أعضائها وفق ما نص عليه الاتفاق في ملتقى الحوار السياسي الليبي بالتأكيد سيكتب لها النجاح، وهذا يعتمد اعتمادًا كبيرًا على تنفيذ كافة النصوص بما فيها اتفاق جنيف التي تم التوقيع عليه من قبل اللجنة العسكرية، أيضًا تنفيذ خارطة الطريق وهذا في الحقيقة لا يمكن أن يتأتّى إلا من خلال الدعم الدولي اللازم سواءً من المجموعة الدولية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية باعتبارها اليوم هي المسؤولة داخل مجلس الأمن عن الملف الليبي بشكل واضح وكامل.

أولويات الحكومة الجديدة

من جهته، يشير المهتم بالشأن العام أحمد المهدوي ببنغازي، خلال مشاركته في برنامج “البلاد”، إلى أن الحكومة الجديدة التي لم يختارها الليبيون وفرضت علينا فرض، مستطردًا: الحكومة أمامها عقباتٌ كثيرةٌ جدًا؛ أولها التشكيلات المسلحة الموجودة في طرابلس، وملف المصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسات، والأزمة الاقتصادية وهناك تسريبات تقول إن هذه الحكومة لن تأخذ بتوزيع المحاصصة على غرار ما تم الاتفاق عليه بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب في بوزنيقة.

ويضيف: السيد عبد الحميد أدبيبة أمامه واجب وطني لأن هذه الحكومة التي سيختارها ستُنسب له وعليه أن يختارها بعناية. دون محاصصة ومناطقية، وجهوية.

وطالب أحمد المهدوي، رئيس الحكومة الجديد بإعطاء مساحة أكبر في حكومته للشباب والمرأة خاصةً وأن هناك نسبة 30٪ كوتة منحت للمرأة.

وأكد أحمد المهدوي، أن هناك تسريبات تقول إن السيد الصديق الكبير غير راغب في التسليم لمحافظ جديد، ويرغب في العمل مع السيد عبد الحميد أدبيبة، وهذه مشكلة أمام رئيس الحكومة، وفي الوقت ذاته، نصّ اتفاق بوزنيقة على ضرورة أن يكون محافظ المركز من المنطقة الشرقية.

ويرى المهتم بالشأن العام، أنه من الصعوبات كذلك الانقسام والخلاف بين أعضاء مجلس النواب؛ فمثلاً حسب الاتفاق الدستور المكان الشرعي لعقد جلسات البرلمان هو مدينة بنغازي، وأضاف: إذا اعتبرنا بنغازي غير آمنة، فماذا نقول عن صبراتة التي يتواجد بها مُهربو البشر، علينا أن نطوي صفحة الماضي، وننظر إلى الأمام.

حكومة مصغرة، وكفاءات، وتكنوقراط

وبحسب وجهة أحمد المهدوي حول شكل الحكومة الجديدة؛ يقول: لا غنى عن المحاصصة، المحاصصة لا يمكن الاستغناء عنها في ليبيا، لاحظ أن نظام المحاصصة موجود في ليبيا منذ فترة حكم النظام السابق، وبما أننا مجتمعٌ قبليٌ؛ فالمحاصصة لابد منها، وبالتالي لابد من هذه المحاصصة عليها أن تكون مُحاصصة بكفاءة بمعنى لا يتم تدوير الوجوه السابقة نفسها، علينا أن نستعين بالخبرات الشبابية.

ويضيف: عانينا طيلة السنوات السابقة من حروب ونقص السيولة والكهرباء، الملفات كثيرة جدًا، والكل يرغب في تصحيح ما أفسدته النخب السياسية السابقة.

المسار الاقتصادي والعسكري

ويرى محمد شوبار، أن المسار العسكري يحتاج لتنفيذ اتفاقية جنيف بشكل كامل وهذا ما نوه إليه بيان رئاسة مجلس الأمن اليوم، أيضًا حثّ على تشكيل حكومة وفق مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي وبالتالي أعتقد أن التحدي الأكبر هو مسألة شكل هذه الحكومة هل ستكون حكومة مصغرة وتكنوقراط، وذات كفاءات؟ والتحدي الآخر مسألة اعتماد هذه الحكومة من قبل مجلس النواب، وهل ستلقى هذه الحكومة الدعم الدولي الكافي خاصة من دول دائمة العضوية في مجلس الأمن؟ ومن المهم فتح قنوات الحوار مع هذه الدول.

ويعتقد محمد شوبار أن هذه الحكومة الجديدة ستلقى الدعم الكافي عندما تُنفّذ كل الاتفاقيات المنصُوص عليها.

الملف الخارجي

ويعتقد أحمد المهدوي، أن ما تحتاج إليه الحكومة ليس الرضا والقبول الدولي قدر احتياجها للرضا الشعبي والمحلي؛ لأن حكومة فائز السراج قد نالت القبول الدولي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وأيضًا الدول الفاعلة في المجتمع الدولي ولكن ماذا قدمت؟ الإجابة: فشلت في أداء مهامها، ولم تحظ برضا الشعب الليبي، وبذلك أصبحت كأن لم تكن.

ويضيف، اليوم أوضاعٌ كثيرةٌ في العالم تغيرت، فمثلا المجلس الرئاسي السابق كان مرتبطًا بتيار معينٍ لديه علاقات مع دول معينة بمعنى كانت ليبيا أرض تسوية حسابات أو أداء لدول أخرى، لكن المقصود الآن أن المصالحة الخليجية والتودد التركي لمصر، قد يُغيّر في الأوضاع الحالية. ومن وجهة نظري على المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة ألا يدخل في مثل تلك الصراعات.

وفيما يخص الاتفاقية الأمنية مع تركيا؛ على المجلس الرئاسي الجديد،أن يعيد النظر في الاتفاقية وما سبّبته من إشكاليات مع الدول الصديقة، خصوصًا “اليونان وإيطاليا وفرنسا ومصر”، وأن يُغلّب مصلحة الوطن على مصالح تركيا.

ونسأله، هل تتوقع التواجد التركي في بنغازي ولتكن اتفاقية إعمار؟ فيُجيب: الاستثمار التركي في ليبيا خلال فترة النظام السابق تجاوز 14 مليارًا، واليوم الكثير من مشاريع تركيا في شرق ليبيا متوقفة، المشكلة ليست مع الشركات التركية والشعب التركي، وإنما المشكلة مع النظام التركي، وأعتقد أنه عندما تتحسن العلاقات مع النظام التركي؛ لا يوجد ما يعرقل عمل الشركات التركية في الاستثمار في بنغازي.

من جانبه، أكد محمد شوبار أن مسألة العلاقات ما بين الدول يجب أن تكون علاقات اقتصادية، أي علاقات تحت مظلة سيادة ووحدة التراب الليبي، هذا النوع من الشراكة الاقتصادية لا يمكن أن يكون ضد مصلحة الدولة الليبية، وبالتالي لا يهمّ من هي الدولة التي تعقد هذه الشراكة الاقتصادية، وإنما المعيار هو تحقيق وحدة التراب الليبي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى