اهم الاخباررياضة ليبية

“البرنس” يترجل من عالم المستديرة.. ويترك الكثير وراءه

ابراهيم الحوتي

اعتزلت متعة وأناقة وجمال كرة القدم الليبية، إنها الموهبة الفذة وظاهرة البرنس طارق التائب صاحب ماركة باص الاعيون والكثير من الألقاب التي لُقّب بها بداية من “الكيجن” وصولا إلى “البرنس”.
التائب ترك معشوقته الآن بعد مسيرة حافلة بالانجازات، فكانت أقدامه المبدعة تبهر وتحصد الذهب أينما حطت به الرحال سواء أكانت في أنديته التي احترف بها أو مع منتخبنا الوطني.
البرنس تركنا اليوم ولكن لقطاته وأهدافه وتمريراته الحاسمة ستكون محفورة في ذاكرة كل من شاهدها، فهو يراوغ بعينه قبل أقدامه، وتغزّل فيه معلقو العرب ومن أشهر هذه التعليقات عبارة “هل تملك عيونا لا نملكها يا طارق”.
لقب التائب بالعديد من الألقاب خلال مسيرته، نستذكر منها “كيغن” نسبة إلى اللاعب الإنجليزي كيغن عندما كان يلعب في شوارع منطقة كدح في طرابلس، كان عمره حينها لا يتجاوز الست سنوات.
أما الجماهير السعودية فكانت تطلق على طارق لقب “البرنس” أو “الأمير الليبي”، نظرا لرشاقته ولمسته المذهلة التي كانت تسحر الجميع.
هو لاعب من أفضل ما أنجبت كرة القدم العربية، بحسب الكثير من التقييمات، كما تلقى التائب عروضا عديدة خلال مسيرته الاحترافية سواء أكانت عربية أو أوروبية، ولكن في القارة العجوز حال الحظ دون أن يكون طارق ضمن أكبر الأندية في قارة مهد كرة القدم.
نستذكر هذه العروض التي لو حسمت في ذلك الوقت لكان اسم طارق التائب الآن حاضرا عالميا ضمن كوكبة نجوم المعمورة، حيث ذهب “البرنس” إلى نادي السيدة العجوز يوفنتوس في عام 1995 وتدرب لمدة شهر كامل في قلعة البيانكونيري والجميع كان معجب بموهبته الطاغية آنذاك، ولكن تأخر وصول إجازة اللاعب من الاتحاد الليبي لكرة القدم أوقف التعاقد مع اليوفي.
وقدّم نادي فالنسيا الإسباني أيضا عرضا لـ”ألأمير الليبي” بقيمة ثلاثة ملايين دولار، ولكن جاء العرض متأخرا بعد أن وقّع التائب مع النجم الساحلي التونسي منتقلا من نادي الصفاسي وبلغت قيمة الصفقة حينها نصف مليون دولار فقط.
نوكاسيل وويستهام الإنجليزيان كان طارق قريبا جدا من إتمام التعاقد معهما ولكن تصنيف ليبيا في سنة 2000 كان هو سبب فشل الصفقة حيث أن رخصة العمل في إنجلترا لا تمنح إلا إذا كان التصنيف العالمي لدولة اللاعب ما بين الأول إلى المرتبة السبعين.
أما مع فرسان المتوسط فقد أمتع صاحب رقم 14 الجميع في كثير من المناسبات ولعل هدف التائب في مرمى منتخب التانجو “الأرجنتين” لايزال محفورا في ذاكرة عشاق الجلد المدور في ليبيا إلى هذه اللحظة.
تودعك الجماهير اليوم يا طارق بمحبة وتقدير بقدر ما امتعتها موهبتك فأنت كنت دائما خير سفير للكرة الليبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى