العالم

الانقلابات تعود.. لتعصف بمنطقة غرب ووسط أفريقيا

عاد حزام الانقلاب، الوصف الذي أطلق على منطقة غرب ووسط أفريقيا، ليجسد معناه، مع رابع انقلاب تشهده المنطقة خلال عام، بإعلان جنود متمردين في بوركينا فاسو احتجاز رئيس البلاد روك كابوري في معسكر للجيش، وإذاعة بيانهم الأول الذي أكدوا فيه الإطاحة بالرئيس روك كابوري، واستيلاءهم على السلطة، وحل الحكومة والبرلمان، وإغلاق حدود البلاد.

بدأت سلسلة الانقلابات في مالي، حين استولت مجموعة من ضباط الجيش على السلطة في أغسطس عام ألفين وعشرين، بعد الإطاحة بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا، عقب احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة، بسبب تدهور الأمن والتنازع على نتائج انتخابات تشريعية شابتها مزاعم فساد، وسلم المجلس العسكري، تحت ضغط من الدول المجاورة لمالي في غرب أفريقيا، السلطة لحكومة مؤقتة بقيادة مدنية، مهمتها الإشراف على عملية انتقالية مدتها 18 شهرًا، حتى إجراء انتخابات ديمقراطية في فبراير ألفين واثنين وعشرين.

نشبت خلافات عدة بعدها بين قادة الانقلاب والرئيس الانتقالي الجديد الكولونيل المتقاعد باه نداو، لينفذوا انقلابا ثانيا في مايو عام ألفين وواحد وعشرين، تم بمقتضاه تعيين نائب الرئيس الانتقالي أسيمي جويتا في منصب الرئاسة، ليفشل من جديد في إحراز أي تقدم يذكر نحو تنظيم انتخابات، بل أعلن أواخر العام الماضي تأخيرها خمس سنوات؛ مما دفع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” هذا الشهر، إلى فرض عقوبات صارمة منها إغلاق حدود الدول الأعضاء مع مالي.

أمّا في تشاد التي تشهد صراعًا مع المتمردين في الشمال؛ فقد أعلن الجيش الاستيلاء على السلطة في أبريل عام ألفين وواحد وعشرين، بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي أثناء زيارة ميدانية لجنود يحاربون المتشددين في الشمال، ووفق الدستور كان من المفترض أن يصبح رئيس البرلمان رئيسًا جديدًا للبلاد، لولا تشكل مجلس عسكري أعلن تدخله فحل البرلمان بذريعة ضمان الاستقرار، وتم تعيين نجل ديبي، الجنرال محمد إدريس ديبي، رئيسا انتقاليا، وكلف بالإشراف على عملية انتقالية مدتها ثمانية عشر شهرا حتى إجراء انتخابات.

لم تكن غينيا بمعزل عن حمى الانقلابات، إذ أعلن قائد القوات الخاصة فيها الكولونيل مامادي دومبويا، انقلابًا في سبتمبر عام ألفين وواحد وعشرين، على الرئيس ألفا كوندي، وعزا تحركه إلى انتشار الفقر والفساد، بعد أن أثار كوندي غضب المعارضين بتغييره الدستور، ليتحايل على حدود فترات الرئاسة، التي كانت ستمنعه من الترشح لولاية ثالثة، وبالفعل فاز بفترة رئاسة ثالثة في اقتراع أجري في أكتوبر عام 2020.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى