كتَـــــاب الموقع

الاستقالة الممقوتة

خالد محمود

جرت العادة أن يرحب الناس باستقالة المسؤول الليبي بل ويكسرون وراءه جرة

فالمسؤول الليبي النمطي يجلس في كرسيه إلى ما لانهاية إما تأخذه المنية أو ثورة عابرة تحدث مرة في القرن.

والمسؤول الليبي غير مسؤول عن كل الكوارث في البلاد لأنه بصراحة يئس من الشعب غير المدرب والمجهز لتقبل مسؤولية الأفذاذ!!

وماذا أيضا وهو يجلس على كرسيه يشعر بأنه بذل كل ما يمكن لخدمة الناس حتى ولو أن العرق لم ينزل منه بفعل المكيفات المرصعة لغرفته فهو يشعر بذلك.

ومع ذلك وكل ذلك ستجده مشمئزا من المواطن أو لنقل بعض المواطنين الناقدين لعمله ويصفهم بالأغبياء لأنهم لا يقدرون جهوده في سبيل تطوير حياتهم ولكن حياتهم منذ أول مسؤول ليبي إلى الآن لم تتطور قيد أنمله.

“دع عنك هذه الترهات” يقول المسؤول الليبي ويضيف أثناء نفثه لدخان سيجارته “إنهم – يقصد المواطنين – لا يعرفون شيئا وينصتون إلى الإعلام المغرض ”

 

لكل قاعدة شواذ وهؤلاء الذين يشذون عن القاعدة يقدرهم الناس ويقدر أعمالهم في زمن قل فيه الوفاء والإخلاص للوطن ولرعايا الوطن فالمسؤولية تكليف وليس تشريف وطالب الولاية لا يولّى.

 

فلماذا يعشق الناس بعض المسؤولين ويرفضون استقالاتهم إذا لوحوا بها؟

إنهم لا يعشقونهم لشخوصهم وطريقة مشيتهم وتدخينهم للسيجارة بل لأعمالهم الصحيحة وفقا لمنظور الصالح العام والمصلحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى