العالم

الاحتجاجات تضع نفوذ إيران في “العراق ولبنان” على المحك

يسود القلق والترقب ساسة إيران، منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق ولبنان، على اعتبار أنها قد تؤدي إلى إضعاف نفوذ طهران في الخارج، فيما يتصاعد السخط الشعبي الواسع من الطبقة السياسية الحاكمة في كلا البلدين.

وفيما دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى إلغاء النظام السياسي الطائفي في البلاد، الذي بموجبه يتم تخصيص المناصب الحكومية حسب الطائفة الدينية، ويضمن هذا وضع العديد من حلفاء إيران الشيعة في مناصب السلطة، حاول نظيره العراقي برهم صالح أيضًا تهدئة حركة شعبية، ووعد المتظاهرين بإجراء انتخابات.

وجاءت دعوات، عون وصالح، التصالحية بعد أن اتخذ المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، موقفا مختلفا للغاية تجاه الحركات الشعبية اللبنانية والعراقية، حمّل فيه أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة بتأجيج الشارع في العراق ولبنان.

ومن اللافت للنظر، أن يحمّل المتظاهرون العراقيون إيران مسؤولية المشاكل في بلدهم، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو لمتظاهرين في مدينة كربلاء، أحد أهم المدن المُقدّسة لدى الشيعة، وهم يرفعون لافتة كبيرة تقول إن “إيران سبب مآسي العراق وتحطيم البنية التحتية”، فيما عبّرت أخرى عن رفض تدخل إيران في شؤون العراق.

ووفق تقرير لـ”فرانس 24″، فإنه وبالنظر إلى دورها السياسي المهم في العراق ولبنان، من المحتم أن تقلق إيران التي تحتاج إلى الحفاظ على سلطتها في هذين البلدين بعد استثمار قدر كبير من جهدها في منح تعزيز نفوذها فيهما، لذلك لجأت إلى طرح “نظرية المؤامرة” والتدخل الإسرائيلي لمحاولة تشويه حركات الاحتجاج.

وفي لبنان، امتدت موجة الاحتجاج إلى جنوب البلاد، معقل حزب الله، وفي خطوة غير مسبوقة، قام متظاهرون بتخريب مكاتب الدوائر الانتخابية للعديد من نواب الشيعة، بمن فيهم محمد رعد، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الله، فيما رد أنصار الجماعة المسلحة المدعومة من إيران بهجمات على المتظاهرين.

يشار إلى أن حزب الله ليس مجرد حزب سياسي لبناني، حيث لديه ترسانة أسلحة أكبر من جيش البلاد، ويرى محللون أنه صانع القرار الحقيقي في البلاد، تحت تأثير إيران.

وبعد أن أدلى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بتصريحات مماثلة لتلك التي أدلى بها خامنئي، خرج الجمعة في خطاب متلفز داعيا إلى تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن وأن تستمع الحكومة الجديدة لمطالب الناس الذين خرجوا إلى الشوارع.

في المحصلّة هناك أوجه تشابه بين الغضب الموجه ضد الأنظمة السياسية التي يهيمن عليها أتباع إيران في العراق ولبنان، وبحال تمكن المحتجون في كلا البلدين من إجبار السياسيين على إحداث تغييرات تشمل شكل الحكومة والهوية الطائفية، فإن نفوذ إيران في العراق ولبنان سيتلقى هزة قوية تخشاها طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى