أخبار ليبيا

الإهمال بطل المستشفيات الليبية.. والمواطن “كومبارس”

قصة جديدة من قصص التعاسة التي ينفرد بها بلد العجائب ليبيا، يرويها والد مكلوم على ابنه الذي تعرض لحادث سير ، وبطل هذه القصة إهمال مستشفى وعدم مبالاته بأرواح الناس، فيما كان الكومبارس هو أحد الفتية.

عندما أبلغ الوالد عن حادث ابنه؛ ذهب مسرعًا إلى المستشفى تدفعه غريزة الأبوة وعطفها وخوفه على فلذة كبده، ذهب كي يؤازر ابنه معنويًا ونفسيًا، لكنه وجد نفسه أمام وضع مختلف عما هو متعارف عليه في المستشفيات لمثل هذه الحالة .

يقول الأب: عندما حضرت إلى المستشفى؛ وجدت ابني ملقى على أحد الأسرة وهو مضرج بدمائه، وبجانبه طبيب وطبيبة يقومان ببعض الإسعافات الأولية، طلبا منه إحضار أدوية لابنه من الصيدليات الخاصة من بينها إبرة ترامادول، فرفضته أكثر من صيدلية بحجة أنها ممنوعة ، وبعد إلحاح من الأب حصل عليها.

عند عودة الأب إلى المستشفى؛ طُلب منه إجراء صورة مقطعية لابنه في إحدى المصحات الخاصة لتنهمر عليه المصائب ليس جماعات كما هو معروف بل فرادى، فتارة طُلبت منه سيارة إسعاف وتارة أخرى طبيب تخدير، وثالثة أكياس دم
ليضيع ابنه بين يديه، لا بل بين يدي المستشفى.

يسأل الأب، عقب وفاة ابنه: هل كان لزامًا عليه أن يوفر كل هذه الطلبات والتي من المفترض أن تتوفر في أي مستشفى؟ وأين هم المسؤولون عن المستشفى؟ ألا يخشون على نفسهم أن يحتضنهم مستشفاهم أم أنهم أمّنوا طريقًا للهرب؟

عند سماع ومشاهدة الميزانيات المُغدَقة على قطاع الصحة؛ يخيل أن كل شيء متوفرٌ، لكن عندما يقع المحظور؛ تكتشف أن الواقع المعاش ليس كما يُسوّق له، بل أقل ما يمكن وصفه به أنه “كابوس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى