أخبار ليبيااهم الاخباركورونا

الأمسيات والمعارض الفنية بليبيا في زمن الكورونا

خاص 218| ماجدة علي

شأن كل شيء بسبب تفشي الوباء أصاب العطب والعطل المناشط الثقافية المختلفة كالأمسيات الشعرية والمنتديات الثقافية ومعارض الفن التشكيلي ودورات التدريب المختلفة لتعلم الموسيقى أو الخط وحتى دورات تعليم اللغات والطعام ودورات التنمية البشرية والمجتمع المدني، طبعا العطل كان موجودا قبل الوباء وإن كان بنسب مختلفة حيث كانت الحرب هي الممهد الأول لكل ما سيحدث من شلل كلي لاحقا وكان من الصعب إقامة أي نشاط تحت صوت المدافع وفجائية القذائف التي كانت عشوائيا تختار أمكنتها بشكل مفاجئ مما أحدث عزوفا عاما عن ارتياد أي نشاط ثقافي زد على ذلك التكسر النفسي الذي سببه الترقب والخوف في ظل ارتفاع أعداد قتلى الحرب، وبقدوم الوباء اكتمل الفصل المريع للحياة داخل ليبيا اجتمعت كل المؤشرات السيئة لتبعث الهدم في مفاصل حياة تقترب من الموت في حقيقتها، في بداية انتشار الوباء في العالم توقفت في ليبيا كل مظاهر الحياة الثقافية من أمسيات مختلفة أو معارض فن تشكيلي حتى طباعة الصحف، وظلت لأشهر على هذا الحال.

إذا في الوقت الذي تسيطر فيه أخبار الوباء ويتم بث الرعب من خلال برامج التحذيرات والإعلانات الوقائية بل وتحولت منصات المواقع الاجتماعية إلى معرض للصور المخيفة التي تحكي عن الوباء في العالم، كيف يمكن التفكير في عمل تجمعات ثقافية يمكن أن تكون فيها درجة الحذر عالية حتى لا تتحول إلى بؤرة لنقل المرض بين الأفراد.

مؤخرا بدأت في إطار التعايش مع الوباء باعتباره متوطنا وطويل الأمد بدأت العودة التدريجية وإن كانت على استحياء لإحياء ما ركد من الأنشطة الثقافية، فتم الإعلان عن بعض الأمسيات والتي كان مستوى الحذر فيها جيدا حيث طبق التباعد الاجتماعي مع وجود الكمامات والقفازات وأيضا كانت هناك معارض فنية مختلفة.

يقول الفيلسوف الأمريكي تشومسكي إن الناس سيجدون طريقهم وسيعثرون على وسائل أخرى للاستمرار وتوسيع الأنشطة وتعميقها وترميم انكساراتها ولملمة جروحها ، ليبنوا عالماً جديداً قابلاً للعيش فيه. يكفي أن نمتلك الإرادة والعزم والتصميم ، يكفي ألا نفقد الأمل”.

لهذا يأتي هذا الحراك كمرحلة أولية لتحريك السكون الذي فرضه الوباء ومحاولة للتعايش مع الأمر بشكل يضمن استمرارية هذه المناشط الثقافية التي يحتاجها المجتمع كمتنفس من فترة العزلة الإجبارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى