العالم

الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على أجواء المفاوضات الإيرانية النووية

في الوقت الذي بدت فيه المحادثات غير المباشرة المستمرة منذ شهور بين طهران وواشنطن في فيينا لإحياء الاتفاق النووي تتجه إلى اتفاق؛ ألقت الأزمة الأوكرانية بظلالها على هذه المفاوضات، إذ طالبت موسكو بضمان أمريكي ألا تضر العقوبات التي تواجهها بسبب أوكرانيا بتجارتها مع طهران، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تريد ضمانا مكتوبا من الولايات المتحدة بأن تجارة موسكو واستثماراتها وتعاونها العسكري التقني مع إيران لن تعرقله العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا.

وحذرت فرنسا، من جهتها، الأحد، روسيا من اللجوء إلى ما وصفته بالابتزاز في المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين مساء أمس إن الدبلوماسيين يميلون للتعامل مع كل قضية حسب أهميتها دون خلط القضايا، مضيفا أن ما هو خلاف ذلك في الواقع ابتزاز وليس دبلوماسية.

وحثّ المسؤول الفرنسي روسيا على تقييم ما هو على المحك في فيينا “ألا وهو عودة إيران لاحترام التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران تنتظر تفسيرًا للطلب الروسي من خلال “القنوات الدبلوماسية”، لكنه أضاف أنه يجب ألا تتأثر المحادثات بالعقوبات المفروضة على موسكو، التي كان دورها في المفاوضات حتى الآن بناء، بينما وصف مسؤول إيراني الخطوة الروسية بأنها غير بناءة.

ودعا كبير المسؤولين الأمنيين في إيران علي شمخاني واشنطن، الاثنين، إلى اتخاذ قرارات سياسية، مشددًا على أن “أولوية المفاوضين الإيرانيين هي حل القضايا العالقة الباقية محل البحث التي تعتبر خطًا أحمر، فالتوصل السريع لاتفاق قوي يتطلب مبادرات جديدة من كل الأطراف”، بحسب قوله.

وسعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تبديد الحديث عن مثل هذه العقبات، عندما أكد أن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ليس لها علاقة باتفاق نووي محتمل مع إيران، فيما رفض كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف التعليق على الأمر، معتبرًا أنه غير قابل للتداول في هذه المرحلة.

أما وزير الخارجية حسين أمير اللهيان؛ فقد أكد أن طهران لن تسمح لأي طرف أجنبي بالمساس بمصالحها في المحادثات الجارية في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.

تأتي المخاوف الروسية من تأثير العقوبات الغربية على تعاملاتها مع إيران في أعقاب مساعي كبار المسؤولين الإيرانيين لتعميق العلاقات مع موسكو منذ انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، فيما دعا الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى توثيق العلاقات مع روسيا؛ لعدم ثقته بالولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى