اخترنا لكالعالم

اسطنبول ترفض أردوغان

قال الشارع في اسطنبول كلمته، الأحد، معلنا منح الثقة لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو ليتولى رئاسة بلدية اسطنبول على حساب منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بن علي يلدريم، الذي كان الرئيس رجب طيب أردوغان يعوّل عليه كثيرا ليتزعم أهم بلدية تركية.

وأدلى حوالي 9 ملايين ناخب بأصواتهم، حصل أوغلو على أكثر من 4,7 مليون صوت منها بنسبة 54.21 بالمائة، بينما حصد يلدريم على 3,9 ملايين صوت بنسبة 44.99 بالمائة، أي أن فارق الأصوات بينمها اقترب من 800 ألف صوت وهو ما يعكس تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في اسطنبول.

دلالات انتخابات اسطنبول

وقرأ العديد من المعارضين الأتراك مشهد انتخابات اسطنبول بأنه بداية أفول نجم أردوغان بعد حكم دام أكثر من 15 عاما، معززين ذلك بسقوط يلدريم في مدينة تربّع على عرشها أردوغان من 1994 إلى 1998.

وتعكس نتائج انتخابات اسطنبول عدم قناعة الناخب ببرنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم للإصلاح الاقتصادي وحماية الليرة من التدهور، حيث تشهد البلاد حالة أشبه بالركود الاقتصادي على الرغم من محاولات أردوغان المتكررة للخروج من عنق الزجاجة.

قرية أردوغان ترفضه

وكان لافتا في النتائج الأولية التي أعلنت مساء الأحد وسط ترقب العالم، أن ناخبي حي “أوسكودار” المكتظ على الضفة الشرقية لمضيق البسفور، والذي يقطنه أردوغان، صوتوا ضد يلدريم، حيث حصل أوغلو على 54.1% من الأصوات فيما حصل يلدريم على 44.8%.

ورغم محاولة حزب أردوغان، بعد إلغاء انتخابات اسطنبول الأولى في مايو الماضي، إطلاق المزيد من الوعود بتحسين الخدمات والاقتصاد وتفادي الأخطاء الماضية، إلا أن رسائل المعارضة كسبت ثقة الناخبين وانعكس ذلك في صناديق الاقتراع.

شعبية اردوغان

ويرى مراقبون أن انتخابات اسطنبول، الأولى والثانية، كانت مؤشرا حقيقيا على تراجع شعبية أردوغان، وكانت “المصيبة أقل” على حزب الرئيس بالانتخابات الأولى، بينما شكلت الثانية ضربة كبيرة مع اتساع فارق الأصوات لأكثر من 9 بالمائة من الأصوات، مستذكرين مقولة أردوغان “من يظفر في اسطنبول فإنه سيظفر بتركيا”.

ماذا بعد انتخابات اسطنبول

يؤكد مراقبون أن حزب أردوغان بدأ في “لملمة أوراقه” منذ خسارته الأولى في انتخابات اسطنبول، إلا أن الخطط تبعثرت من جديد بعد السقوط الثاني، وسط تنامي التحديات الاقتصادية وعدم نجاعة الحلول التي طرحتها حكومة أردوغان، وتحديدا في سعر صرف الليرة التركية، ما جعل الشارع التركي يفقد الثقة في مسار أردوغان الاقتصادي.

بدورها، ترى المعارضة بالفوز في انتخابات اسطنبول فرصة لا تعوض لقيادة المدينة وإثبات علو كعبها ونضوجها بإدارة مختلف الملفات الخدمية، ولكسب ثقة الأتراك بأنها قادرة على خدمة زهاء 15 مليون شخص في أكبر المدن التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى