اهم الاخبارمقالات مختارة

اتفاقات حكومة السراج مع تركيا.. انتصار أم انتحار سياسي؟؟؟!

علي الرحيبي

بعيدا عن حالات الاستقطاب الحادة والمتشنجة التي تصبغ المناخ السياسي المحلي إلى حد يصعب فيه التقاط حالة من التعاطي الموضوعي المتحرر من الانفعال وهوس التخوين المتبادل تأتي هذه السطور لتحاول قراءة هذا التحرك الأخير لحكومة السراج / تفسير بواعثه … وتوقع نتائجه ومدى نجاحه فى تحقيق ما ترتجيه وتبتغيه حكومة السراج …

– من المفهوم تماما أن حكومة السراج تتحرك فى سياق من يبحث عن نصير وداعم يدفع عنها هجوما يقف على أبوابها ويصر على دخول العاصمة التي تتمركز فيها …وهى ترى الأمر معركة حياة أو موت بالنسبة لها خصوصا وهى تلمس يوميا حجم الدعم الذي تحظى به هذه القوى المهاجمة … ووفق هكذا حال وضمن أوضاع دولية غير ملائمة بالنسبة لها …لم يكن ثمة من طريق سوى الطريق إلى. (إسطنبول وبابها العالي).

– إسطنبول – ولأسباب متعددة تتعلق بحالات التمحور الإقليمي بالمنطقة… والمشاريع المتصارعة فيها وعليها ليس هنا مجال التفصيل فيها -. تعتمد سياسة مناصرة لحكومة السراج ويهمها المحافظة عليها وأن تكون مكوناتها ذات حصة ووزن معتبر وفاعل في أي حل سياسي للمسألة الليبية.

– تزايد حدة القتال وارتفاع احتمالات عدم قدرة حكومة السراج على الصمود لوقت طويل يدفع حكومة السراج الى رفع وتيرة الطلب من الحكومة التركية إلى حد طلب المساعدة العسكرية المباشرة عبر الاستعانة بقوات عسكرية تركية.
والحكومة التركية (كأي حكومة تفهم وتدرك مسؤلياتها وتجيد تقدير مصالحها ببراجماتية حقيقية ) أعلنت استعدادها للذهاب إلى هكذا مدى وتقديم الدعم المطلوب …. لكنها فى ذات اللحظة جعلت الأمر يكون في سياقات تحتوى “الدفع مقدما”.وتمثل ذلك في جعل الأمور تتم فى سياق صفقة حملت عنوان (مذكرة تفاهم أو اتفاقية – اختر ما شئت -) كان مدخلها تحديد حدود بحرية بصيغة تتوافق مع المصالح التركية وتقدم لتركيا ورقة تخاصم وتناور بها فى النزاع المحتدم والمتصاعد مع الجيران حول مخزونات النفط والغاز البحرية في المنطقة .

– لسنا هنا فى مجال مناقشة مذكرة التفاهم هذه وما تقدمه لليبيا من مكاسب فذاك مبحث آخر. إضافة الى كون الوضع الليبي الحالي لا يجعل للأمر أهمية قصوى لا تحتمل تأجيلا.
لكن المهم فى سياق موضوع هذه السطور. البحث فيما إذا كان هذا الموقف يخدم غايات حكومة السراج العاجلة ويعزز ثباتها وبقاءها دوليا ؟؟؟!!

– باعتقادي إن الأمر ليس كذلك … فقد تورطت حكومة السراج فى موقف مرفوض بشكل قاطع من الأوروبيين الذين أعلنوا مواقفهم صراحة وانضم لهم الأميركان أيضا مراعاة لحلفائهم الأوربيين “مع موقف مصري أيضا”، وهذا يفقد حكومة السراج أي تعاطف أوروبي محتمل “ومن أدلة ذلك … الموقف الإيطالي الأخير وتلك التحركات داخل الاتحاد الأوروبي الدافعة باتجاه سحب الاعتراف بحكومة السراج كحكومة ليبيا المعترف بها )
. .. فهل حسبت حكومة السراج لمثل هذه الحسابات ؟؟!!

وهل سيكون لأي تدخل عسكري تركي مباشر أية إمكانية لكي يكون فاعلا ومؤثرا أمام موقف أوروبي رافض له وقد يقطع الطريق عليه ؟؟!!!

وقد تكون تصريحات الرئيس التركي التي أشار فيها إلى أنه سيبحث أو يناقش أمر التدخل العسكري التركي المحتمل مع الرئيس الروسي خلال الأيام القادمة يأتي تحسبا لرفض أوروبي متوقع …
وإذا كان الأمر كذلك فكيف سينسجم هذا مع ما يروج عن انحياز ودعم روسي للمشير حفتر ولعملية الهجوم على العاصمة ؟؟!!!.
وكيف سيكون هذا النقاش مع روسيا إذا ما كان الأمر كما حاول أن يروج البعض بكل سذاجة بأن تركيا تتدخل بإيعاز أميركي. لإبعاد الروس عن ليبيا!!!!؟! (وعلينا أن لا ننسى التصريحات الصادرة بعد اجتماع وزيري خارجية روسيا وأميركا والتي ورد فيها اتفاق وجهتي نظر البلدين تجاه ما يجري في ليبيا ؟؟؟!!! …)

المصدر
صفحة الشخصية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى