حياة

ابتكار طبي سيغير الكثير في حياة “مرضى السكري”

سنوات قليلة قد تفصل مرضى السكري من النوع الأول عن ابتكار طبي سيغير الكثير في حياتهم اليومية، فقد أطلق علماء بريطانيون من جامعة بيرمنغهام مشروعًا لتطوير نظامٍ لتزويد المرضى بالإنسولين دون الحاجة إلى الحقن المتكرر.

يضطر المصابون بالسكري من النوع الأول إلى وخز أصابعهم عدة مرات يوميًا لمراقبة مستوى السكر في الدم، وحقن أنفسهم في حال ارتفاعه. تستغرق هذه الأمور وقتًا فضلًا عن الوخز والحقن المتكرر، أمّا الأطفال فحدث ولا حرج عن انعكاس ذلك عليهم وعلى قدرتهم على مشاركة أصدقائهم في المناسبات الاجتماعية، حيث لا يتسنى للوالدين مراقبة سكر الدم.

يعمل الباحثون الآن على تطوير كبسولات ذكية، يمكنها التنقّل داخل الجسم لتطلق شحنةً من الإنسولين حين يرتفع  السكر في الدم. فبعد أن اكتشف الفريق جزيئات ترتبط بمركب الغلوكوز (سكر الدم) سيعملون على استخدامها في صنع كبسولة تذوب بوجود السكر مطلقةً حمولتها من الإنسولين، أيّ أنّها ستعمل بطريقة مماثلة لعمل البنكرياس. يتطلع العلماء إلى أن يتمكنوا من خلال المشروع من تحسين حياة المرضى،  فلن يقلق المريض على مستوى السكر في الدم والحقن اليومية المتكررة، إذ يأمل الباحثون  في حال نجاحهم أن يضطر المريض إلى حقن الكبسولة مرة واحدة أسبوعيًا -على أقل تقدير – لتتحلل تدريجيًا في جسمه وتحافظ على مستوى السكر في الدم. يقول العلماء أن الكبسولة ستكون جاهزة لإجراء التجارب على الحيوانات خلال خمس سنوات ليتم تجربتها بعد ذلك على البشر.

مرضى السكري

في السياق ذاته، شهد مطلع العام الماضي إعلان باحثين من جامعة هارفرد ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا عن نجاحهم في إيقاف مرض السكري لدى الفئران لعدة أشهر والذي قد يعادل عدة سنوات إذا تمّ تطبيقه على البشر. تضمّن العلاج الأخير تطوير ملايين الخلايا المنتجة للإنسولين في المختبر وحقنها في الجسم، ممّا يعني أنّ المرضى سيخضعون إلى عملية نقل الخلايا “المعدّلة” مرةً كلّ بضع سنوات.  فيما تمكّن باحثون من جامعة كارولينا الشمالية من تطوير “رقعة ذكية” لمراقبة مستوى السكر في الدم وحقن الإنسولين عبر مئات من الإبر دقيقة الحجم. يمكن لهذه الرقعة الذكية والتي تُشبه لاصق الجروح الكشف عن الارتفاع الطفيف في سكر الدم وتزويد الجسم بجرعات قليلة من الإنسولين عند الحاجة. لكن لم يختبر العلماء هذا الابتكار سوى على الفئران.

إذا ما أثبتت هذه الابتكارات نجاحها على البشر، فستُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصابين بالسكري من النوع الأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى