العالم

إعلام أردوغان وتحريف الحقائق لتغطية الخسائر

يحاول النظام التركي بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان تسخير كل الإمكانات في سبيل تمرير أجنداته الداخلية والخارجية، ويركز بصورة خاصة على وسائل الإعلام عبر ضخ الأخبار التي تحمل في طياتها الكثير من التحريف والتزوير خدمة للمصالح الضيقة، وتبريرا للتدخلات في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعلى رأسها سوريا وليبيا.

وللإعلام التركي بشكل عام، ووكالة الأناضول بصورة خاصة، أساليب عدة تحاول من خلالها التستر على الفضائح السياسية لنظام العدالة والتنمية بزعامة رجب أردوغان، وتغطية الخسائر الميدانية للجيش التركي المتورط في معارك إدلب السورية، ليس آخرها نقل أخبار عن وسائل إعلام عالمية أخرى بعد تحريفها بما يلائم تلك السياسات، ضاربة بالمعايير الصحفية وأخلاقيات المهنة والمصداقية عرض الحائط، لتقع في فخ التضليل والتحريف بنسب أخبار غير صحيحة لتلك الوسائل.

وقبل أيام عنونت صحيفة اللوموند الفرنسية مقالا حول التطورات السياسية الأخيرة بين الحكومة الليبية ونظيرتها السورية بالقول: “في ليبيا، المشير حفتر يؤسس تحالفا مع نظام دمشق”، ركزت فيه على أن تحالف المشير خليفة حفتر مع الرئيس السوري بشار الأسد جاء لصد العدوان التركي عن بلديهما، وأشارت فيه إلى إرسال أنقرة حوالي 3 آلاف مقاتل سوري موالين لتركيا من المعارضة السورية للقتال بجانب حكومة الوفاق في طرابلس.

وحرفت الأناضول المقال عنوانا ومضمونا، فقد تحول عنوان لوموند بحسب زعم الأناضول إلى “لوموند الفرنسية: مرتزقة للنظام السوري وصلوا ليبيا لدعم حفتر”، ومضت في تضليلها وصولا إلى المصطلحات والتسميات الرسمية للمسؤولين الليبيين، مثل إطلاق صفة “اللواء المتقاعد” على المشير خليفة حفتر، وتسمية الجيش الوطني الليبي، بعبارة “ميليشيا حفتر”، على عكس وكالات الأنباء العربية والدولية التي تلتزم بالصفات الرسمية.

وجاء خبر الأناضول متقطعا غير متناسق واجتزأت مقاطع من اللوموند خارج سياقها الأصلي، في محاولة لتخفيف الصدمة بعد تسارع الضربات التي تلقاها أردوغان في الآونة الأخيرة، وارتفاع عدد قتلى جنوده في ليبيا وسوريا، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام التركية الموالية له للإسراع في محاولة التغطية المستمرة على تلك الخسائر، ولو على حساب المهنية والمصداقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى