أخبار ليبيااخترنا لك

إعادة تشكيل الرئاسي .. حلم تبدد على شواطئ باليرمو

خاص218

قبل نحو شهر من الآن شهد المسرح السياسي الليبي فصلاً عدّه غالبية المتابعين غير متوقع، فيما وصفه البعض بالغريب واعتبره آخرون بالمستحيل، كون أحداث الفصول السابقة لاتنبئ بذلك لا من قريب ولا من بعيد.

دون الخوض في الأسباب والدوافع اتفق المجلسان على إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وهيكلته وفق رؤية راقت للطرفين، وصدرت البيانات وحُددت الأزمنة ورُسمت ملامح أولية للشخصيات المقترح أن تكون البديلة بموافقة الجانبان مع مراعات الحصص لكل منهما.

توقع الجميع أن إسقاط المجلس الرئاسي الحالي، قد صار قاب قوسين أو أدنى، ولكن، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لتقذف بقوارب الشتات السياسي على سواحل جزيرة باليرمو حيث اختلفت التضاريس، وكان الطقس ليس كالمعتاد.

انخفاض في أصوات كانت تلهج بقوة، وتغييرات في تصريحات لبعض الشخصيات طالما عُرفت بتشبثها برأي واحد، وابتسامات عريضة نقلتها صور تذكارية لرؤوس الحراب السياسية، جنباً إلى جنب مع السراج الذي كان يشكل الهدف الأول الذي حاولت بقية الأطراف إبعاده عن المشهد أو تحجيمه على أسوأ تقدير بتغيير تشكيلة المجلس الذي يرأسه بآخرين ربما يكونوا أكثر توافقاً مع رئيسي النواب والأعلى للدولة.

القيادة العامة للجيش الوطني، ورغم أنها حاولت إخفاء تأثرها بالتضاريس والتغيرات المناخية التي جاءت بها رياح باليرمو، إلا أنها أظهرت على مضض بعض الليونة في المواقف حيال النتائج “المراد” لها أن تكون لهذا المؤتمر، ليونة ممزوجة بتبريرات استباقية لقرارات أو مواقف ستكون معلنة لاحقاً بحسب ما يراه مراقبون للوضع السياسي والعسكري الراهنين.

ويصف محللون أن النتيجة الدالة على تغيير في المواقف بعد زيارة كل الأطراف المعنية للجزيرة الإيطالية، ذات الطقس البارد، تتجلى بوضوح في التقارب المصحوب بتودد الذي يحاول أن يبديه خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة لفائز السراج دون غيره، إذ لا تكاد تخلوا صور السراج أثناء ظهوره في عدد من الزيارات الرسمية أو المناسبات السياسية من رفقة المشري له جنباً إلى جنب ولعل زيارة السراج إلى الزاوية كانت آخرها .

كما أن الدور الذي يلعبه المشري بدلاً من وزير خارجية السراج في استقبال الضيوف الرسميين من رؤساء أو وزراء خارجية ومبعوثين عن رؤساء لعل آخرها كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، فتح أمام المحللين باب التأويلات والاعتقاد بأن السراج قد نجح في استمالة المشري إلى صفه تاركاً له مساحة من الحركة على مضمار السياسة الدولية، يشبع خلاله حاجته من الشعور بالأهمية والفاعلية، ما جعل المشري يصرف النظر عن فكرة التحالف الذي كان بين مجلسه ومجلس النواب ليترك عقيلة صالح رهيناً لحلم طالما شعر بأنه يقترب من تحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى